ماذا ننتظر غير الفقر .. ؟؟
لا السوق يصدقك القول والإشارة .. و لا الحكومة معنية .. ولا وجود لما يبدد الخوف .. او يوقف الانهيار .. !!

 سيرياستيبس 

كتب  اسعد عبود : 

الرعب له مصادر متعددة بينها الصمت .. و رغم انين الجياع و صراخ الناس على مقربة من السلع و الخدمات .. يكاد الصمت يشكل المأزق الرئيسي لحياة المواطنين .. عامة المواطنين .. الفقراء .. فهل ما زال بيننا من لا يتحداه الفقر الى درجة الخوف الاكيد الذي يقض المضاجع .. ام اصبحنا كلنا فقراء .. بكل الاحوال ، هم الاكثرية .. اعني الفقراء .. نريد ان نعرف شيئا عما يجري و عما هو ممكن و عن التوجه اليه .. فمن يخبرنا .. ؟؟ 

السوق ليست حالته الفوضى و غياب الاستقرار و حسب .. بل هو بذاته تشعره مغلوبا على أمره .. و أُقدر أنّ المعاناة القادمة للسوق لن يكون ارتفاع الاسعار مظهرها الوحيد .. بل ستكون القلة .. و افتقاد السلع و المواد .. ما لم تأتينا الصيحة التي ننتظرها .. الى الآن يناور السوق بما يتوفر .. و الى اليوم هناك ما يحفظ ماء الوجه إنما على مضض .. و الكارثة ستقترب كلما اقترب السوق من القلة في السلع التي تتبنى الدولة الى هذا الحد او ذاك تجارتها .. الخبز اولا .. و الحذر واجب في واقع سوق الخبز و الضروريات الاخرى التي تتناقص .. و ترتفع أسعارها .. الحبوب و السكر و الزيوت و غيرها .. انا قصدت سوق الخبز الحكومي عدة مرات هذا الاسبوع و " تكاملي في جيبي " عدت خائبا الا عندما غامرت باربع آلاف ليرة للربطة فيها سبع أرغفة .. و لم يطمئنني تصريح مسؤول الخبز الذي تابعته على وسائط الاتصال الاجتماعي و هو بعلن اكتشافه مالطة متشدقا بقوله : ان هناك من يوصل ثمن ربطة الخبز الى سبعة آلاف ليرة ... هكذا دو أن يخشى حراك النيابة العامة ضده باعتباره المسؤول الرئيسي عن تنظيم و ادارة تجارة الخبز ...!! المهم ليس هنا .. المهم .. هل هناك من يفكر بالطريق البديلة لتجارة و توزيع الخبز ... طالما يستطيع ان يكتشف ان الطريقة السائدة  بات حبلها محدود .. او قصير .. 

في كل حياتنا الاقتصادية نحن نمضى على الرؤى ذاتها ان كان هناك من يرى .. بالأدوات ذاتها .. و الأساليب ذاتها .. و نعلم انها قاب قوسين او ادنى من الافلاس الكلي .. فهل يمكن أن نرصد جديدا قادما .. و ان كان من خرم الإبرة .. ؟ كأنه لا جديد .. !! كأنه لا احد يبحث عن الجديد او يريده .. ولا هم يخافون طريقا ما زال يضيق علينا الى درجة الاقتراب من مشروع الاختناق .. اين نحن .. اين ابناء الشعب السوري و الى اين نمضي .. ؟ اذا ختمت بالقول : كلنا معني ... ربما أميع الامور .. و يفترض ان يتحمل كل مسؤوليته .. لذلك لا مجال لتحميل المسؤوليات إن لم نبدأ بالحكومة ..