في زمن المتاهة .. الليرة يجب ان تساوي ليرة .. .. !!؟
16/10/2023





كتب الاعلامي  أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

كما اتفقنا دون اتفاق ..سأتابع معكم اليوم وضع العملة الوطنية من خلال تأثيرها و تأثرها بسعر الدولار .. و تأثر السوق ، بما هو ميدان مواجهة المواطن لكل متطلبات حياته ، بهذا الحراك مجهول النسب ..
مبدئيا ومن خلال المراقبة المباشرة استطاعت الليرة السورية ان تحافظ - الى حد ما - على مكاسب الاسبوع الماضي في مواجهة الدولار .. لكن سوقها لم يهدأ ، وتبادلت مع الدولار المواقع بحركة مد و جذر لم تترك فرصة لتقرير من هو الفائز ..! لكن فروق الاسعار كان أقل من الاسابيع الماضية .. خلال هذا الأسبوع الذي يختتم ايامه السبعة انحصر سعر الدولار في السوق السوداء حول 13000 ليرة لكل دولار مع فرق محدود و محدد بين البيع و الشراء ..
في القراءة التي تجري على حركة المواجهة بين الدولار و الليرة .. قلما يعتد القاريء بفارق يبدو محدودا .. مع ان هذا الفارق في الأسواق المستقرة يمكن ان يشكل بيانا مهما مخيفا او مشجعا .. ام عندنا فهبوط سعر الدولار بمئة ليرة مثلا .. شغلة بسيطة .. و بالتالي ظل حراك سعر الصرف خلال الاسبوع الماضي اقل من ان يحدث اصوات قرقعة اعتدنا عليها ..
تشير المواقع الى سعر للدولار. في السوق السوداء يصل نحو 13400 ليرة .. و كان استقر معظم ايام الاسبوع قريبا من ال 13000 .. وليس بالضرورة ان يكون مؤشر صعود مستمر و مخيف ..
بصراحة تبدو المضاربة هي المحدد الرئيسي لسعر الدولار .. و تراجع سعره الذي يطرأ او تحسنه .. ليس مؤشر اقتصادي دقيق عل مستوى الانتاج و التسويق و النشاط الاقتصادي عموما .. لكن و لو كان ناجم عن المضاربة تمارسها الدولة لاسناد سعر الليرة فذلك افضل من الانتظار ز مراقبة العملة الوطنية و هي تنهار ..
اما بالنسبة لأسعار السلع التموينية و الاستهلاكية في الأسواق المحلية .. فقد استمرت بالارتفاع بالنسبة للسلع المنتجة محليا لانها بطيئة التأثر بحركة سعر الدولار .. في حين كان هناك بعض انخفاض في اسعار المواد الاستهلاكية المستوردة .
كل ذلك .. في أسعار العملات .. و في سعر سلع الاسواق و في غيرها .. لا نستطيع ان نلمس مقدرة فعلية للتحكم بالواقع الاقتصادي و دفعه باتجاه العودة للانتاج عالي القيمة و التسويق المتزن .. و يبقى السؤال يطرح ذاته :
هل هناك حكومة مستنيرة .. قادرة و مقتدرة ... بدأت تمسك بأطراف الخيوط المتشابكة ..
اخشى ان يكون الجواب هو النفي و اعتقد انه كذلك ..
نريد ان نتفاءل حتى ولو من البعيد .. ثم نكتشف انه تفاؤل عائد لادمان الحالة .. لكن ... حتى متى ..؟!
لن يأتينا الحل من السماء ولا من الخارج .. بل مننا .. و يبدأ من مساعدة العملة الوطنية على الصمود بفعل اعتمادها حاملا و داعما لعمل انتاجي ينطلق بقوة و ثبات .. و ان نبتعد بها عن التزام كل شيء بالدولار .. ليكون كل شيء داخل سورية بعملتنا .. ليس بإجراءات امنية كما اعتدنا ... و انما بعمل و منهج صحيح تبدأ صحته من منع الفساد .. او التضييق عليه على الاقل ..
في هذا الإطار .. لا بد من رقابة فعلية و لصيقة للأسواق ..
فمن يراقب من ... ؟!
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=196644

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc