الغاء الدعم .. هل تفكر الحكومة بنسف كل أواصر العقد العام مع الدولة
13/08/2023



 

قضية الغاء الدعم أكبر بكثير من حسابات الربح و الخسارة  ... أيهما تربح منه الحكومة ؟!

 كتب أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :

إلى حد كبير تعالت الأصوات التي تتحدث عن الغاء الدعم عن السلع و الخدمات المرتبطة ارتباطا وجوديا بحياة المواطن .. و رغم أن المصدر الأصلي لمعظم هذه الأصوات ..أو لها كلها هو على الأغلب جهات حكومية ، و بشكل مباشر حتى أصبح حديث القاصي و الداني .. و بصراحة ، الرعب يملأ الساحات و وسائل الاعلام و الاتصالات .. دون أن يصل ذلك كله إلى مستوى التأكيد الرسمي .. إنما نسمع همهمات .. و نرى حالات رفع كبير بأسعار العديد من ضروريات الحياة ، لعل آخرها كان رفع أسعار الأدوية إلى مستويات مخيفة. لوهلة التفكير الأولى المرتبطة بمواقف الحكومة .. تبدو الحكاية قريبة من الدخول على عقل الحكومة و الادارة .. ولا سيما أن حكومتنا استسهلت منذ زمن مسألة رفع أسعار الضروريات من سلع و خدمات. حنى أصبح الأمر لا يغني للمعنيين الحكوميين و الاداريين أكثر من شوية حسابات إن حصلت يتبعها اقدام بطولي لهبش ما لدى هذا المواطن الفقير .!! 
رغم ذلك كله .. و رغم التجربة المرة مع هذه الحكومة و ادارة الدولة .. إلا أنني أعتقد أن القائمين غلى امور الدولة لا يجهلون أن فكرة الغاء الدعم ، هي فكرة تنسف كل أواصر العقد العام مع الدولة .. و أعني بالدولة هنا النظام الذي تقاد الدولة بموجبه .. و بالتالي إن الاقدام على الغاء الدعم هو نسف لعقد النظام السياسي و الاقتصادي .. و هذا خطر جداً يصل في خطورته حدود هتك العلاقة العقدية القائمة بين الحكومة و الشعب .. و هذا يهدد بنسف كامل العلاقة التي قام عليها النظام و البلد منذ عشرات السنين .. !! ان الدعم الذي تقدمه الحكومة للشعب .. و مهما بلغ من الضحالة .. هو من اصول قيام نظام الدولة الراهن .. دون أن نذكر حتى مجرد ذكر قضية الاشتراكية .. و هي رغم ما أصبح هذا التعبير يسيره من السخرية .. إلا أن .. الاشتراكية هي في قلب دعائم النظام الذي تحكم الحومة و ادارة الدولة بموجبه .. فإن تنازلت الدولة  .. فباسم من تحكم .. ؟ و هل يحتمل بموجب ذلك أن تفقد شرعية وجودها كنظام سياسي قائد ..؟؟ 
بناء على ذلك أرجح أن تكون هناك حلول أخرى و تصورات رؤيا .. غير التفكير بالقمع المجحف .. بل و القاتل ... لما بقي من دعم ؟؟ لكن .. و كي نبقى في حدود منطق إن أردت أن تطاع فاطلب المستطاع ؟! نجد أنفسنا وسط خيار هو الأهم .. و هو خيار المحاولة الجريئة الحقيقية الموضوعية .. للاقتراب من أموال الفساد .. الحكومة تعرفها و شريكة فيها .. و كلنا نعرفها .. و لا بد من الوصول لها .. حمايةً  للدولة و نظامها السياسي و العقد الاجتماعي فيها



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=196009

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc