الثروة المفقودة ..والبلاد الحزينة
بعد الفقر و الجوع .. جحيم الصمت .. اقتراح ما .. علّه يحرك ساكناً وسط هذا الوجوم و العجز المطبق
كتب أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
الثروة المفقودة متعددة الأفرع و الأسباب .؟ .. من ناحية المبدأ فإن أهم
صورها ، هو نزيف الطاقة البشرية ، البشر و بشكل خاص الشباب .. و بالأخص
منهم الشباب المتعلم من مختلف درجات التعليم بشكل خاص منه التعليم العالي و
الفني ..
هي حالة نزيف الروح في هذا البلد ، مستمرة دون أن تقوم أي محاولة
لمنع اكتمال الكارثة .. و الحكومة ممثلة للدواة اكتفت من الحكاية برفع
معدل الجباية عن طريق تعقيد عملية منح جوازات السفر و رفع أثمانها .. و من
يريد يروح .. ألله معه .. ؟؟!!
الحلم .. أن تبدأ حركة في هذا البلد تشجع على وجود المشاريع الصغيرة
المنتشرة لرفع كفاءة الحياة .. بعيداً عن التخريب الحكومي المستمر دون أي
مسؤولية ..
هو حلم .. و أي حلم يمكن أن يتحقق إن تحققت له شروطه .. في العمل الاقتصادي
كل أحلام المشاريع تبدأ بقراءة تطوير واقع ما يحسن من كفاءة البنية
التحتية .
هنا تظهر مشكلتنا الأولى و الأهم التي تتجسد على منحيي الوقود و الطاقة ..
و بالتالي فإن كل حراك يجب أن يبدأ من هذين القطاعين شديدي الحاجة للقراءة
فيهما و تطوير موجوداتهما و حمايتهما من الفساد و سوء الادارة .. و كلا
هما – الفساد و سوء الادارة - متوفر الآن و بشدة .. و لا شك إن شكل و اسلوب
التحكم الحكومي بواقع ادارة حكومة فاشلة يشكل العقبة الأعقد في مواجهة
تنظيم و استثمار هذه الثروة التي تشكل حيزاً هاماً من الثروة الوطنية
القومية مهما وصلت متاعبها ..
فإن صحت النيات و توفرت الارادة للخروج بخطى مدروسة من معضلة وفرة الوقود و
الكهرباء .. فإن فصل ادرتهما عن الحكومة هو أمر يمكن أن يقدم خيراً .. و
أن يوضح للناس مكانة ثروتنا هذه و امكانية استثمارها ..
كيف .. ؟! كيف يمكن فصلهما عن الحكومة .. ؟؟
عن طريق احداث ادارة خاصة لهما تجتمع فيها كفاءات طيبة و ارادات جيدة و
نيات نظيفة .. و الأمر ليس شديد الغرابة .. فيوم بدأت سورية ادارة موارد
الطاقة و بعد أن بدأ التحول باتجاه وضع ثروات البلد في خدمة شعبه .. أو
هكذا زعموا على الأقل .. أحدثت وزارة النفط و الكهرباء و الثروة المعدنية
..
اليوم أرى و بشكل استثنائي اسعافي العودة لهذا المنطق و توحيد ادارة هذين
القطاعين .. لكن ..؟ ليس بوزارة و بعيداً عن أي وزارة .. و عن طريق هيئة
تتمثل فيها الجهات العلمية و الادارية القادرة و المعنية بغض النظر عن
مواقعها و انتماءاتها .. الهيئة السورية لادارة و استثمار مصادر الطاقة .. و
مرة أخرى أذكر بضرورة ابعادها عن الحكومة لتكون هي حكومة بحد ذاتها ..
أما فيما يخص الثروة المعدنية .. فهناك واقع مريب منبعث من وضع ثروة
الفوسفات الهائلة في سورية و هي احسن مراراً من النفط و قادرة على انتشالنا
من الحالة المأساوية التي نعيشها .. و لعلمكم فإن ترتيب سورية في الفوسفات
هو الرابع على العالم ..
نحتاج ثرواتنا و نحتاج ادارتها لوقف هذا الانهيار المستمر سنيناً طويلة
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=195739