يجب أن تقر أنها طريق التصحر ...
عندما لا تجد فرصة لنقل منتجاتك إلا بربع قيمتها و يشاركك الربع الآخر السمسار و و الضريبة و الفساد و الخوات






كتب الاعلامي أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
 

 يطالعك الحصاد في كل جنبات الوطن السوري .. لطالما سميناها بلد القطاف المستمر .. طبعاً لا نعني بالحصاد ، موسم لم و جمع محاصيل الحبوب .. القمح و الشعير على وجه التحديد و الحصر .. أبداً .. عديد المحاصيل يحصد هذه الأيام .. و تستمر عمليات الحصاد و القطاف و النقل و التسويق حتى نهاية العام .. و قد تستمر بعده . نقول : بارك الله .. بالتأكيد .. ولا سيما أن مصانع و معامل و مخازن .. و .. تبدأ جهودها المرتبطة بمواسم القطاف و الحصاد .
ألا يفترض ذلك أننا  نسير في طريق استمرار الحياة .. ؟؟ هو كذلك و لا ريب .. و على هامش هذه الجهود و الإرادة الطيبة .. تتكدس في المشهد العام للأسواق و الشوارع السورية .. صور الناس و هم يأتون هذه الأسواق فيأخذون من خيراتها ما يمكن أن يضمن العيش و متعة التذوق .. لكنه – و بكل أسف - لا يضمن أي منهما إلا بما قل و ابتعد لمسافة عن امكانية سد الحاجة ..!!.. لكن المشهد يقول ..: الكل يشتري .. و من يتأخر .. لا يجد حاجته في السوق فاين هو الفقر الذي تزعمون .. ؟؟!! هذا المشهد تجده في السوق فعلاً .. لكن ذاك الانطباع عن البحبوحة و اليسر و أن كلاً يجد ما يشتريه .. لا يمكن أن يتشكل .. بل أنت تنطبع بحالة بؤس تجدها على الوجوه الباهتة الحزينة . و أيد مترددة تعدّ النقود أكثر من مرة !!! لتجد لها فرصة تؤمن بها بعضاً من حاجة الأسرة .. هذا عن الذين في السوق .. فماذا أحدثك عن الذين لا يجرؤون أصلا من الاقتراب إلا بميعاد ؟ مهما ندبنا لا بد أن يدركنا بعض من أمل ما .. و ننتظر من يندفع إلى هذه المحاصيل و الأرزاق ليزرع فيها البركة .. بركة أن بتسهيل تسويقها و نقلها و تسعيرها و تصنيعها أيضاَ .. قد يكون هناك من يفعل ... لا أستطيع أن انفي بشكل كلي .. قد يكون هناك من يجتهد على مسار آخر .. لكن .. على المسار الذي ندركه و نراه .. أرى و كلي خوف .. أرى و يرى معي الكثيرون ممن يشاهدون و يتابعون .. طريقاً للتصحر في الحياة السورية .. لا تختفي بكاملها خلف مشهد الخيرات و القطاف و الحصاد . عندما لا تجد أي من مستلزمات الانتاج إلا بالتهريب و الأسعار الباهظة فتستغني عن معظمها .. تتحملك الأرض و غيرها .. لحين ثم يبدأ التصحر .. و قد بدأ .. مروا وعدوا البساتين و الأشجار التي تقطع .. و قيسوا المساحات المزروعة المتراجعة باستمرار .. لا تقرؤوا الواقع من حركة ما ، على أبواب الدكاكين و في الأسواق .. بل أقرأوها أيضاً من المزارع و المعامل .. و عندما لا تجد فرصة لنقل منتجاتك إلا بربع قيمتها و يشاركك الربع الآخر السمسار و و الضريبة و الفساد و الخوات .. عندها يجب أن تدرك و تقر أنها طريق التصحر التي بدأت منذ جاء من فرض على
العاملين في كل مجال التراجع ليتولى هو الفرص .. فقاد مساراً للتصحر يهدد وجودنا .. و ليس أقل من ذلك
 .. As.abboud@gmail.com





المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=195405

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc