انحسار دور المؤسسة الحكومية الاقتصادية ..
لا حكومي و لا غير حكومي .. نحن ننتظر فقط ؟؟
انحسار دور المؤسسة الحكومية الاقتصادية .. و مواجهة حتمية اعادة البناء ...
كتب أسعد عبود
- خاص لسيرياستيبس :
يواجه المواطن السوري اليوم في العيد مجموعة مشاكل حياتية .. هو يعيشها دون
حاجة لعيد ..يعيشها بشكل يومي .. و يتحمل .. يأتي العيد كموسم للفرح -
مفترض - لينكأ مواقع الوجع التي تحتل كامل جسده .. فمن أين الفرح .. ؟!
العيد أصبح اليوم موسم احياء الأحزان و التحس غالباً ..
تكاد الحكومة التي يفترض أنها تمثل الدولة .. تنسحب من معظم شؤون الحياة
اليومية للناس .. مكتفية إلى حد بعيد بتأمين الخبز- و يا دوب – فإذا كان في
الحياة اليومية ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .. كيف في الأعياد .. ؟! لا
أعياد لمواطنينا .. و كل عام و كل مواطن يحلم بان يكون الخير .. هذا إن لم
يكن توقف عن الحلم ..
من هنا سأنزلق في حديثي باحثاً عن دور مهم كانت تقوم العديد من المؤسسات
الحكومية و شبه الحكومية لتأمين فرصة رضى يعيشها المواطن في العيد .. !! و
طالما أننا عشنا ومعنا كثيرون صعوبة حياتية منغصة لأي فرصة فرح في العيد ،
تتمثل بإمكانية توفر ظروف صحيحة مريحة للانتقال بحثاً عن العيد ، أتساءل
أين الدور الذي كانت تقوم به الشركات الحكومية أو المشتركة في عملية نقل
الركاب ..
تذكرون شركة الكرنك للنقل و السياحة .. طبعاً أنا أتذكرها جيداً .. و ليس
سؤالي عنها اليوم لمكافحة النسيان .. أتذكر أنها كانت أكبر و أهم شركة نقل
ركاب على الطرق البرية بين المدن السورية فيما بينها .. و بينها و بيت مدن
أخرى في الدول المجاورة " تركيا – الأردن – لبنان – و حتى دول الخليج و
غيرها .. " وحققت اسماً أكثر من مرموق و أرباحاً أكثر من وفيرة ..فأين هي و
أين دورها اليوم ..
ببساطة أجهضت تجربتها المهمة لإفساح المجال لشركات القطاع الخاص للنقل
البري لتتوزع سوق نقل الركاب. انا لست بصدد اعادة فراءة التجربة و ما
أجدرها بلك .. إنما أريد اقتباس فكرة واحدة .. أنه عندما أجهضت تجربة
الكرنك كان السوق يتسع للجميع .. و يرحب بجهود الجميع ..
اليوم .. ليس السوق فقط هو المتسع ... بل حياتنا كلها تتسع لكل جهد و لكل
مبتكر و لكل تجربة بعيداً عن الاحتكار .. وتستطيع تجارب الشركات الحكومية
في العمل و الاقتصاد أن تلعب دوراُ كبير الشأن إلى جانب الشركات الخاصة ..
ولا سيما ونحن نشهد تقاعس هذه الاخيرة و ربط اعمالها بفرص الربح غير
المعقولة .. و المشكلة الأساسية الكبيرة التي تواجهها الشركات الحكومية
اعماله و تجاربها هي بالتأكيد الفساد ..
وستواجه اليوم كفاءة الادارات التي يمكن أن تلتحق بالعمل الحكومي .. وسط
ما يشبه الافلاس النظري و العملي للدور الذي يمكن أن تلعبه .. مسألة عوامل
الجذب للكفاءات الادارية و الفنية في ظلال تراس حكوماتنا في مقضية الاجور و
الرواتب.
سورية اليوم و غداً ولا سيما في ظل التوجه الأكيد لإعادة البناء تحتاج
كثيراً خصوصية تاأق في العمل الحكومي في الشركات الاقتصادية ..
لكن .. لا حكومي و لا غير حكومي .. يبدو أننا ننتظر غيث السماء و المساعدات
..
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=194881