سياسياً أو اقتصادياً .. هل خيب اجتماع جدة بخصوص سورية .. الآمال ..
كتب اسعد عبود لسيرياستيبس :
إن كانت تلك الآمال قد تجاوزت ظروفها الموضوعية فمن الطبيعي أن تخيب !! بتقديري .. أن الاجتماع جاء متناسباً مع طبيعة السيرورة التي تختارها الدول العربية .. أو بعضها الفاعل باتجاه سورية .. و على صعيدي الاقتصاد و السياسة – الأول – خصوصاً ... نحن في سورية الذين يجب أن نكون الفاعلين في تفعيل هذا أو ذاك ..
نعم أنا متفائل لا، ولاسيما على الصعيد السياسي .. بحثاً عن تفاؤل أنتظره على الصعيد الاقتصادي .. و إذا كانت امكانية التفاؤل بالعمل العربي المشترك مع سورية سياسياً مرتبطة في عزيمتها و قوة انطلاقها من موقف الدول العربية المتفاعلة مع التوجه .. فهي اقتصادياً مرتبطة بالسوريين أولاً و ثانياً و ثالثاً .. رغم الارتباط الشديد للعمل الاقتصادي في الظروف الراهنة بالحالة و المسيرة السياسية . و ما زلنا نخشى أن ينطلق العمل السياسي المشترك و الاقتصاد منبطحاً في ظروف قاتلة .. و هي مهمتنا نحن أن نكون جاهزين و معنا الاقتصاد لمتابعة امكانات التطور السياسي .. معتبرة و قادمة .
هي ليست قادمة و حسب بل هي حاصلة بعرف كل العالم و اعترافه .. و الخيبة التي يظهرها كثيرون ممن لا يضمرون الخير لتطور حالة الشعب السوري الراهنة ، بتأثير اجتماع جدة و غيره من لقاءات ثنائية أو جماعية تشارك فيها سورية .. تؤكد أن ثمة حركة و مسار .. ورغم ما يعتريه من اعتبارات و احتمالات .. هو مسار طيب في سرعته ننتظر أن نراه في خطوات قادمة للعمل العربي المشترك ..
على الصعيد الاقتصادي شكل الاجتماع الزراعي المشرقي العربي " سورية .. و الأردن .. و لبنان .. والعراق " بارقة الأمل الأهم و الضرورية جداً .. من الزراعة يجب أن نبدأ لتحريك عجلة الاقتصاد .. الزراعة هي أملنا إن نجحت نجحنا .. و إن فشلت .. فشلنا .. و هي حتى الآن و بكل أسف تعيش مرارة الشكوى و خطورة الاحتمالات ..
الاجتماع الذي عقد كان هاماً جداً و ضرورياً جداً .. و يمكن أن نعقد عليه بعض الآمال دون اسراف .. لأن الاسراف في الآمال يحوي الكثير من الخطر .. و أكثر ما توجهه نتائج الاجتماع الزراعي المشرقي العربي .. هو أنه قلما استطاع أن يخرج من لغة العمل العربي المشترك التي سادت حتى وصل هذا العمل إلى الفشل الأكيد ..
برأيي أن سورية هي الذي يجب أن تكون الأنشط في الحركة باتجاه الزراعة مفتاحاً للعمل الاقتصادي ككل .. سواء على الصعيد الوطني السوري أم على صعيد العمل العربي المشترك في المشرق و في المغرب .. و أبعد من ذلك .. برأيي أن سورية يجب أن تشكل دالة و مفتاحاً للتعاون الزراعي العربي مع الدول التي تحالفها سورية .. إيران .. روسيا .. و حتى الصين .. و بشكل خاص روسيا .. التي يمكنها أن تمد الزراعة العربية بالكثير من فوائض مستلزمات الانتاج الزراعي لديها و التي كثيراُ ما تعلن عنها و في مقدمتها الأسمدة ..
نحن لا يجب أن ننتظر الانفتاح العربي العريض على سورية و الذي هو لا بد قادم و بسرعة .. بل يجب أن نكون جاهزين له .. اقتصادياً .. و من الزراعة أولاً ..