من التغيير الوزاري المحدود إلى الاجتماع الزراعي المشرقي العربي ..
خطوات أولية بعيدة المدى منتظرة النتائج .. إن حسنت النيات وصدقت العزائم ..
كتب أسعد عبود لسيرياستيبس :
شهدت الأيام الماضية حدثان هامان من ناحية امكانية تأثيرهما في الوضع
الاقتصادي السوري و حالة السوريين و تأثير هذه الحالة على المدى العربي
بشكل طبيعي.
الحدث الأول تمثل بتعديل محدود في الحكومة السورية .. لكنه على محدوديته
العددية جاء هاماً موضوعياً . تنبع أهميته من الوزارات التي تناولها .. و
دورها في حياة الناس الراهنة و الحرج الذي تعاني منه ..
التجارة الداخلية و " حماية المستهلك ".. النفط و الثروة المعدنية .. و
الصناعة ..
إنها أبرز مؤشرات أزمة حياة المواطن السوري .. التي وضعته في أزمة قاتلة
بجد .. إن كان بسبب الأسعار و الغلاء الفاحش و وضع الأسواق .. أم كان بسبب
واقع الطاقة الكهربائية الكارثة و معه واقع الوقود و التدفئة ..
بغض النظر عن حقيقة الدور الذي يلعبه الوزراء في تقرير وضع الطاقة أم وضع
التموين و ارتفاع الأسعار .. فقد وصلت الأمور في سورية إلى الكراهية
المعلنة لمؤسسات الدولة العامة و من يقودها .. التجارة الداخلية بصورة
رئيسية و الكهرباء في وضع منافس لها سوءً .. و كذلك المؤسسات الصناعية ..
ولشخوص و مدراء هذه المؤسسات ..
و ما الوزير عمرو سالم إلا نموذجا لما وصل
فيه من تردي علاقته بالناس .. إلى درجة الكراهية .. و يرد هو بأنه ليس
وزير الناس .. ولا يهمه موقفهم منه ..؟؟!!
لا شك إن اقالة الوزير سالم أراحت الناس نفسياً لكثرة ما تجرأ و تصدى و
تبنى اجراءات افقار الناس إلى درجة الجوع .. مما جعل ابعاده مطلباً سورياً
تمنوا معه أن لا تنساه العقوبات ..
لكن السؤال : هل يرتسم التفاؤل و الأمل على محيا الناس .. و متى .. ؟
إلى الأن نحن بلا جديد ... و بغض النظر عن أي تحليل أو عبقرية .. يجب أن
يشعر الناس كل الناس بتغيير ما .. مهما كان متواضعاً .. و بتقديري أن ذلك
ممكناً ‘إن احكمت الحسابات و صدقت البيانات .. و ننتظر ألا يقبل وزير آخر
مهمة و مصير عمرو سالم ..
بين السطور ثمة مفقود كبير ... في الوقود .. في الكهرباء .. في الغذاء ..
و الدواء .. يمكنه أن يرسم سياسة جديدة إن ابتعد الفساد و النهب و
الحسابات الخاصة .
ننتظر ..
و ننتظر أيضاً .. ننتظر كثيراً أثار ايجابية مختلفة تنجم عم اجتماع وزراء
الزراعة العرب في المشرق العربي .. سورية و العراق و لبنان و الأردن .. هنا
مربط مهم لحصان عظيم قادر أن يخرج بشعوب الدول الأربعة من .. مواقع النحس و
الجوع و العتمة .. إن .. كان هناك نيات جديدة بلغة جديدة .. غير تلك التي
ورثناها عن الاجتماعات الاقتصادية العربية .. و خاصة اجتماعات جامعة الدول
العربية .. و مرة أخرى نحن ننتظر .
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=194706