يجب أن نستعد له بتغيير في واقعنا الاداري و الحكومي
من تركيا و روسيا سيعبر الحل .. أم من بلاد العرب وصولاً إلى الغرب ؟!




 كتب أسعد عبود - خاص سيرياستيبس :
  كله عالم محيط بنا .. و معه كله ترتبط مصالحنا للخروج من المأزق الصعب .. كله مهم وله دور في الحل .. و من غير شك أن أي خرق في الجدار الكتيم الذي أحاطنا به العالم ، مستعيناً علينا بأرضية مؤهلة و فشل ادارة تركت له فرصة التحكم بلا حدود بحياتنا و مقدراتنا ، سيصنع خلخلة ما يمكن الاستفادة منها .. فهل سنستفيد منها .. ؟
هل نحن مؤهلون للاستفادة منها .. أم يخامرنا بعض الشك الممزوج بالأمل الكاذب أن لقاءات عالية المستوى بين سورية و عدة من دول الجوار العربية و غير العربية ، ستكون كافية لفتح الأبواب و البوابات ولتدفق الدولارات و النفط و الكهرباء و الماء و الغذاء و الدواء . ؟؟!! و انتهت الحكاية .. ؟؟!!
من يتابع تعليقات و أفكار العديد من المتابعين من موالين الادارة الحكومية و منظرين لها بأبسط الاستنتاجات ، ربما يصاب بخيبة أو حتى بفقدان الأمل .. حتى أنهم بما يشبه البله يحملون هذه التطورات المحدودة التي لم تحصل بعد على محمل الانتصارات التي حققناها .. فإذا كانوا يرون في واقعنا الراهن ما يشبه الانتصار .. هم بالتأكيد غير قادرين على توظيفه و تطويره و وضعه بصيغة الدفة في المحيط أو الخيط الذي يوصل إلى ضوء الشمعة في آخر النفق . هم فقط جاهزون لإقامة مهرجانات الدبكة و الفرح في حياة و مجتمع لا فرح فيهما. سأفترض أن تغييرات في الجو المحيط بسورية ستحصل .. و هو افتراض له ما يبرره لأن القادمين المحتملين عبر الحدود لهم مصالح في ديارنا . بالتالي هم يبحثون عن مصالحهم .. و لا عيب في ذلك .. فنحن في كل التحالفات التي أقمناها كان طابعها بالضرورة حماية المصالح المتبادلة .. إنما يحملنا هذا الواقع مسؤولية التجاوب الصحيح و الادارة الذكية و الاستعداد لخدمة البلد بالصورة المثلى الممكنة.
 هذا يعني بالضرورة أننا في الحالة الادارية التي نعيش فيها و تقود حياتنا .. قد نفشل كلياً في المرور عبر الخرق البسيط - مهما عظم - الذي قد تحدثه توجهات بعض الدول المجاورة للعبور باتجاه سورية .. لا بد من ادارة مستعدة .. و أخشى أن ذلك الاستعداد لا يتوفر أبداً في الواقع الاداري الراهن .. تنفتح علينا تركيا .. تقترب الدول العربية .. تفكر فينا دول آسيوية و غير آسيوية .. ذلك كله ترتبط نتائجه باستعدادنا لملاقاته و وضع في مسار نخدم فيه حالتنا القائمة .. و من شبه المؤكد أن الادارة القائمة لن تستطيع أن تقترب من حصاد نتائج ما ، قد تكون ممكنة !! يدلنا على ذلك عجزها عن مواجهة واقعها و حالة البلد .. فطالما أنها عجزت عن مواجهة واقعها و ايقاف حالة التدهور في البلد و اقتصاده و حياته ، بل هي زادتها ، فمن البؤس أن نوليها امكانية أن تتصدى لتوظيف تطورات ممكن أن نراها في حالة البلد و وضعه . لذلك نرى أن تغير مواقف العالم من حولنا بهذا العدد أو ذاك .. مواقف تركيا أو الخليج العربي أو غيرهما .. يجب أن نستعد له بتغيير في واقعنا الاداري و الحكومي .. بما يعطي فكرة أننا نستعد لقادم مرحب به .. و بما يمنع الادارة بالتواكل و الاتكال ..و بالتصفيق و و تصّنع الاعجاب .. قبل امكانية صناعة الرأي و وجهة النظر.
 



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=193863

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc