الهجرة التي تخرب بيوت مصدرها و ليس بيوت مستقبليها
سياسة دول القصد مع المهاجرين.. بازار تأخذ الجيد وترفض العادي؟



 
 
كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس
بالشكل المعلن تبدو الدول الغربية الملحقة بالولايات المتحدة الأميركية  .. و غيرها من الدول التي تشكل المقصد الرئيسي للمهاجرين ، متخوفة من هذه الهجرة وضجرة منها وتسعى لإيقافها أو التحكم بها في أحسن حالات سوء الظن ,  و تعقد على هامش ذلك ندوات و اجتماعات و مؤتمرات يومياً تقريباً و منها ما يعقد الآن .. و لا نرى حلولاً فعلية جريئة للحد من هذه الهجرة التي تخرب بيوت مصدرها و ليس بيوت مستقبليها .. !!
مستقبلوها الذين يظهرون الرعب و الرفض .. هم عموماً الدول المتقدمة  نسبياً ، القادرة على التحكم بمعظم العناصر المرافقة لهذه الهجرة .. من خلال تقدمها الاقتصادي النسبي ..
و السؤال : هل التخوف الذي يظهره الغرب من هذه الهجرة و رفضه ، الذي لا يخلو من عنصرية  لها .. حقيقياً أم فيه الكثير من النفاق ..؟
من ناحية المبدأ لا شك أن الدول المستقبلة للهجرة ..لا ترحب بها بشكل مفتوح أو مقترنة بشوط التعامل الانساني مع الوافدين ... بل هي تريدها بسياسة بازار الخضرة - إن صح التعبير - تأخذ الجيد منها و ترفض العادي .. علماً أنه في  كثير من دول القصد – اوروبا مثلا ً- هناك حاجة للأيدي العاملة الرخيصة و القابلة لممارسة الأعمال الوضيعة التي يرفضها مواطني هذه البلاد .. و مع ذلك تظهر تكرهاً بالوافدين .. حتى المتعلمين منهم .. و هي تعلم أنها باستقبالهم تنهب أهم عوامل النمو في دول المصدر .
تفضل دول القصد للمهاجرين .. طريقاً واحداً و هو الحل على حدودها و باستخدام العنف و السلوك غير الانساني ..
ولا تفكر بحل لمشكلة الهجرة من عن طريق تجفيف  مصادرها من خلال مساعدة الشعوب المصدرة لها على ايجاد سبل تثبيت المهاجرين في أوطانهم القادمين منها .. !!؟؟ و هي عوضاً عن ذلك ساهمت مساهمة رئيسية و مباشرة في افقار هذه الدول و تخريبها .. و كيها بالعقوبات التي أوصلت شعوبها إلى المجاعة دون أن تحقق أي من الأهداف التي قيل عنها .. مثل معاقبة الأنظمة السياسية .. و تأمين حقوق الانسان .. !! و بالتالي شكلت هذه الدول بسياساتها أداة الضغط الأهم على شعوب المصدر لتدفعهم إلى الهجرة بحثاً عن الحياة الطبيعية التي غدت تبدو لهم مستحيلة في اوطانهم ..
 هجرة البشر كالنت واقعاً ملموساً عبر التاريخ و ساهمت في بناء الاقتصاد العالمي .. و نقل التكنولوجيا و المعرفة .. أما اليوم فتبدو التوجهات إلى الهجرة عملاً فوضوياً مرعباً .. إضافة  إلى كونها بياناً عملياً عن الافلاس الذي غدا واقعاً ملموساً في دول عديدة ظلت حتى الأمس تؤمن الحياة الكريمة لشعوبها.
ورغم أن الواقع البوم يفرض بالضرورة تغيير و تحسين شروط الحياة و العمل في الدول المصدرة للمهاجرين .. فإن الغرب المستقبل بكل تأفف لمجموعات المهاجرين .. لا يقبل التفكير بهذا التوجه لأنه يفقده سلاح العقوبات الذي هو اليوم السلاح الاستعماري الأمضى.



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=193070

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc