جرأة الصمت المريب الذي تمارسه الحكومة ..!!!
21/08/2022






كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

في الاعلام .. في كل اعلام .. سعيٌ لإسماع الصوت لكل من يسمع .. إعلامنا على وجه التخصيص لا الحصر، رغب دائماً بالتوجه إلى الحكومة .. و غالباً يصفها أنها الدولة .. و هي في الحقيقة حارس الدولة و الجهة الادارية المسؤولة  التي يجب أن يعنيها الخطاب السوري جاء من الاعلام أم من خارجه  ..
غالباً كان للصوت صدىً من أينما كان مصدره .. يهذا البعد أو ذاك .. و الصدى يتجلى بردة فعل نسميها رد الجهات المعنية على الخطاب الاعلامي .. و لم يكن الرد يتمثل  بالضرورة بتقديم حلٍ فوريٍ .. و ولا حتى اقتراح حل .. لكن ثمة رد .. يمثل إلى حد كبير هيبة ما .. للإعلام .. بقدر ما هو يحفظ خط تواصل بالغ الأهمية مع الدولة عبر الحكومة .. .. و كثيراً ما أوصل إلى محاولة الحل .. فالحل .. إن كان إليه سبيلا  ..
لم تعد الدولة ممثلة بالحكومة فاعلة و لا منفعلة بخط التواصل هذا ولا بأي خط ..!!
 لماذا .. ؟!
هو بيان اعلان العجز .. و مجابهة كل المخاطر التي تحيط بالناس و الوطن بالصمت .. و عندما تتلى اجراءات الحكومة .. تضعك ملزماً أمام مشاعر الخيبة وصولاً إلى جرأة الاتهام .. أقله أنها تضعك أمام شعور أن ليس هناك من يسمعك .. و بالتالي شعور أنه ليس هناك حكومة .. ؟؟!!
فإن وصلت إلى هنا .. تكون القطيعة على شكل " لا نحن نراك و لا أنت ترانا .. لا نحن نسمعك و لا أنت تسمعنا ..و هذا الحوار المفترض الصامت الاستنتاجي هو بين الحكومة و المواطن  .. و هو خطير و له صوت صاخب  قادم  على صورة صراخ .. يخترق السدادات الموضوعة على الآذان ..
أنا أقول : لابد من قطع خط الصمت هذا .. كيفما كان القطع .. لا بد من خلق شعور لدى الناس أن ثمة من يسمع و يقدّر و ينوي أن يشارك .. أقول : كيفما كان القطع .. كي تبقى لنا في هذه الدولة حكومة .. حكومتنا .
الوعود التي لا تحترم ذاتها فيها قطع مؤقت للصمت .. مثل الوعود المتكررة للحكوميين بمن فيهم رئيس الحكومة بنفسه ولا يمكن قبولها كما في وضع الكهرباء .. حتى الخطط التي توضع بعيداً عن الناس ، وفي ظل غربة للمواطن لا تنفع في خلق حالة التواصل .. لكنها هذه و تلك يمكن أن تخفف من هذه المجابهة الصامتة القاهرة .. و يمكن أن تعطى بعض المعطيات التي تخفف من صدمة المواجهة .. و الموضوع يحتاج مشاركة بشكل ما .. فممن أين المشاركة في ظل هذا الصمت المريب ..
أين المنظمات و الجهات التمثيلية .. غرف الصناعة .. غرف الزراعة .. غرف التجارة و ايضاً النقابات المهنية و العمالية .. لماذا لا صوت لها ..
من أخفى صونها و لماذا .. ؟؟!!
صمت رهيب .. و غياب مريب ..
و رغم مرارة الواقع يعيش الناس في رعب من المجهول القادم .. ؟؟!!



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=192615

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc