حجوم الدولة ... و عجز الحكومات ..
الدولة السورية كمفهوم اعتباري ما زالت قادرة .. .. لكن الحكومة بالتأكيد غير قادرة .. و في استمرارها خطورة



 

 


كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص سيرياستيبس :

بالتأكيد ما زالت الدولة .. دولة سورية .. الجمهورية العربية السورية .. رغم كل الظروف الخطيرة التي مرت ، و القائمة اليوم ، و التي ماتزال متربصة بنا في المستقبل . أعني تحديداً أن سورية لم تتحول إلى دولة فاشلة .. رغم خطورة ما تواجهه .. و أخطر ما فيه التواضع الشديد إلى حدود القزمية التي تظهره الحكومات الني توالت على قيادتها في أحلك الظروف و ليس فقط حكومة المهندس حسين عرنوس .. رغم أن هذه الأخيرة تميزت بجرأة التخبط و التخبيص .
للدولة في سورية ، ثلاثة حجوم تقديرية : الحجم الأول هو الذي تأخذه .. و هو حجم استطاع على الأقل أن يضمن استمرار وجودها دون فشل - كما أسلفت - أو بفشل جزئي و ليس كلي .. الحجم الثاني .. هو الحجم المعطى لها .. و قد سعت الدولة دائماً لاستحقاق هذا الاعتبار .. ولاسيما بعد 8 أذار 1963.. على نية مشروع الاشتراكية .. وهو مشروع واجه نتائج مرة رغم جرأة التجربة .. التي انتزع الفساد منها ما كان يمكن أن يوصل إلى بناء الدولة التي طالما رغب فيها و سعى لها السوريون .. هذا الحجم يشغل في ذهن معظم الناس أكثر بكثير من الواقع .. وقد بدأ بالتقلص بجهود الحكومة و موافقة ضمنية من الدولة .. فهكذا حكومة لا يمكنها أن تستمر إلا برضى الدولة و ربما مسحة اعجاب ايضاً . الحجم الثالث .. هو الحجم الغائب .. هو الحجم الذي يمكن أن تأخذه الدولة إن صحت النيات و صحت العزائم .. و أراها اليوم : لا النيات ولا العزائم تسعفها .. فان تتدلى أغصان الدولة إلى المستويات السحيقة ليسهل على المخربين الصغار في ادارة الفساد الوصول إلى كل ما تحمله الشجرة ليتقاسموه كل حسب حجمه و الدور المتروك له في عملية الفساد الدائمة المتعاظمة بلا خوف .. هذا يؤكد حالة الارتجاج في هذا الدور .. هنا يمكن ان نلمس حالة من التحالف غير البريء ، رغم غباء أبطاله ، بين مديري الحكومة و شخصياتها و بين تراجع الدولة بفعل الفساد الذي يعتريها .. في اطار هذا التوصيف النظري البسيط نرى أن الدولة السورية كمفهوم اعتباري ما زالت قادرة .. و المتوفر لها ممكن أن يشكل البداية .. لكن الحكومة بالتأكيد غير قادرة .. و في استمرارها خطورة أن يحترق هذا المتوفر قبل أن يشكل نقطة بداية لانطلاقة جديدة .. السؤال : إن لم تكت الحكومة فمن .. ؟! حكومة جديدة .. ؟؟ هل يضمن تغيير الحكومة ، وصول أخرى قادرة على مواجهة هذا الواقع بذهنية علمية تجريبية مبادرة و مقتدرة .. ؟؟ لا أحد يستطيع ضمان ذلك .. و يبدو أننا محكومون بالضرورة
التاريخية لفتح كل البوابات أمام المبادرات الوطنية من أينما جاءت .. و تشجيعها و حمايتها .. و ليس احباطها و مقاسمة أصحابها
 .. As.abboud@gmail.co
 



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=191935

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc