مهما كان الجواب فنحن نعيش المأساة
هل كان القمح السوري على تواضعه و النفط على قلته سبب مأساتنا المعاصرة ؟





لصوص القمح ...و الحروب أدواتهم
كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

لا اشارك المتشائمين رؤيتهم بشأن الجوع الذي يتوقعونه للعالم في ظل الحرب الروسية الاوكرانية .. لكنني متشائم .. لم ترافقني لحظة تفاؤل واحدة حول كل ما يتعلق بهذه الحرب التي كانت و ما زالت بلا مبرر .. !! و المبررات التي طرحت حول الحرب كان يمكن تلافيها لو صحت النيات ..
أرباب هذه الحرب ليسوا حصراً المتقاتلين بشكل مباشر فيها .. ليسوا روسيا و أوكرانيا و حسب .. هناك دور كبير للصوص القمح ..
في الأيام الأخيرة تبادلت أحاديث و تهم حول الحرب و تسييل تجارة و انتقال القمح .. و ربطوها مباشرة بالمعارك الحربية ..  و السؤال غير المباشر الذي قد يطرح نفسه على هامش هذه الحرب هو :
هل كانت تجارة القمح فعلياً هي الهدف .. ؟
مهما حاولنا المراوغة فلا شك أن لتجارة القمح دور رئيسي في هذه الحرب ...و بالتالي لا يبدو لصوص القمح في العالم بريئين من اشعال هذه الحرب.
لماذا القمح .. ؟!
عبر القرون و العصور و الأزمنة ... كان هو القمح ... هدف الصراعات و الحروب حتى و لو جرت بعيداً عن البيادر .. و أول ما تبدأ الحرب تستعد الدول المتحاربة بملء خزائنها بالقمح .. طبعاً للقمح هنا معنىً رمزياً .. فهو يمثل الغذاء ... رغيف الخبز .. هي الأخرى عنوان الغذاء و الحياة
.
اليوم تقول روسيا : انها مستعدة لتأمين خروج القمح من اوكرانيا .. و تقول هذه الأخيرة : أن روسيا تسببت بالأخلال بتنفيذ عقود بيع و شراء القمح الأوكراني .. و تشير إلى أن قمحها المخطوف من قبل الحرب سُرق منها ..
و وسط التصعيد الغربي .. و نفخهم المستمر على جمرة الحرب في اوكرانيا كي تبقى و تتوهج ..يشتد هلع العالم من فقدان القمح من الاسواق ، بأكبر عملية لصوصية تهدف إلى اتاحة الفرصة لدول الاحتكار العالمي للتحكم بكل شعوب العالم .. فالقضية هنا لا تقبل المزاح .. سرقة القمح و التعدي على حيوية حركته و تنقله أهم من سرقة البترول .. رغم خطورة هذه الثانية
 
بالنسبة لنا يتحدانا كلا اللصين لص النفط ...  و لص القمح .. ببساطة يسرقون قمحنا و نفطنا .. !! و هذان هما التحديان الأكبر في الحرب التي شنت على بلدنا . و هنا تشكلت عقدتا حياتنا اليوم . و بذلك دخلنا لعبة العسكر و الحرامية التي تلعب في العالم عبر كل العصور و كل الحروب
 
ليس لدي أي فكرة عن انتاجنا من القمح هذا العام و لا من النفط .. ولا أعلم كم تتسوق مؤسستا القمح و النفط .. إنما أرى و ألمس و أعيش مع حاجتنا الطاحنة لكلا المادتين .. فهل كان القمح السوري على تواضعه و النفط على قلته سبب مأساتنا المعاصرة ؟
مهما كان الجواب فنحن نعيش المأساة .. و ما زال اللصوص يسرقون فمحنا و نفطنا ..
As.abboud@gmail.co



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=191877

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc