صدمة مدروسة ممكنة للسوق ...
نموذج ادارة و عمل الحكومة الراهن لن يحدث اي تغيير و لن يوقف حالة التردي المستمرة يوميا ..





                           خاص لسيرياستيبس 
 
كتب الإعلامي أسعد عبود
الوضع الراهن للاسواق - دمشق مثالا - يرسم واقعا كارثيا .. و ما به ، ليس حالة طارئة .. حددها قدوم شهر رمضان .. ولا هو ضحية جشع التجار  كما تعلمنا أن نقول .. هو واقع اخطر و أشد  على الناس و حياتهم و مستقبلهم و مبادراتهم و اعمالهم ..
 يقيني ان نموذج ادارة و عمل الحكومة الراهن لن يحدث اي تغيير و لن يوقف حالة التردي المستمرة يوميا .. وليس التاجر الذي يتشدقون انهم بصدد الاعداد لحملات رقابة عليه .. أكثر ايذاء من وزارة التموين .. على الاقل .. ليست من مهمته حماية المستهلك . فانتبهوا مالذي حصل للمستهلك منذ كانت هذه الحماية و كانت هذه الوزارة ..
وضعنا  لا يتحمل مثل هذا الهزل في الفكر والعقل و الرأي .. و الناس تئن احيانا و تصرخ احيانا .. و المأساة تتفاقم ..
لا تستطيع السورية للتجارة ان تفعل الكثير .. و لا دورية الرقابة التموينية فاعلة .  و لا قرارات الوزارة لها معنى بعيدا عن التخلف و الادعاءات الكاذبة !!
وضعنا و أسواقنا  تحتاج صدمة .. صدمة عنوانها .. ان كنت لا تستطيع فعل شيء دع غيرك يفعل .. او يحاول و يظهر ما عنده ..
وضع الاسواق في سورية كان غالبا راية كذب .. تسعير إداري يظهر انخفاض اسعار و رخصا وهميين .. يتم تغطية أوهامه بالدعم الحكومي لقراراتها العاجزة .. و قد شكل ذلك طريقا يهرب منه الكثير من الفائض الاقتصادي السوري إلى الاسواق المجاورة ..
كما خلقت عملية التسعير الإداري غير المرتبطة بحالة السوق والانتاج  و حركة المواد و التسوق  .. تشوها فظيعا في التجارة الداخلية في سورية ..
التشوهات الحاصلة ليس فقط بسبب الدعم بل أيضا بسبب الفساد الذي تستر بالتسعير الاداري ليظهر سوقا رابحة و هي في الحقيقة خاسرة ..
اكتملت دائرة التشوهات مع المعالجات التي اتبعتها الحكومة عبر شنها حربا غير بريئة على الدعم المالي لأسعار بعض السلع و الوقود ..
ليس لدي حل انما ارى أن تترك لمن هم في السوق حرية العمل تحت الرقابة السهلة .. هم السوق .. و هم القادرون على اصلاحه .. فلتكن الصدمة بالتحرير الممسوك للسوق .. و يقتضي ذلك الغاء الدعم للسلع و نقله للمستهلك .. يدعم المستهلك عبر زيادة الرواتب و الاجور و المعاشات بشكل حقيقي و تحرير السلعة و يتسوق كل بقدر ما لديه .
كلما ظهر في السوق تعدد اسعار للسلعة الواحدة المحصورةانتاجها و توزيعها بالدولة الوقود و الخبز مثلا كان ذلك مؤشر فساد فظيع و لا ريب ..
قد يكون وضع السوق بحالته الراهنة لا يتحمل صدمة قوية .. لكنه سيتحملها أكثر بكثير من معالجات هذه الحكومة .. و أكثر من التدخل الايجابي المزعوم .. على الاقل مثل هذه الصدمة تؤسس  لفتح الباب نحو تطور سليم في الحالة الاقتصادية عموما ..



المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=191183

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc