خيارات الحكومة : بائسة تواجه الرعب بالكسل و التخلف و التخفي خلف ادعاءات عاجزة وغير حقيقية ؟
21/02/2022
كتب الاعلامي أسعد عبود
- خاص لسيرياستيبس :
واقع مرعب بجد .. مرعب إلى درجة انه يتطلب الجرأة لمجرد التفكير به في إطار
إمكانية احداث خرق يتيح المجال لبداية مسار بعد تركيب العجلات على السكة.
لا مجال لاستسهال العمل في اطار هذا الواقع .. لكن الخطورة تكمن اليوم في
تصور العمل الممكن في اطار هذا الواقع و الأسس الممكن العمل بمقتضاها.
تعمدت استخدام مصطلح الجرأة ، ليس فقط لكونه يعاكس مصطلح الرعب .. بل لأني
أتوقع ..كما هو الحال في كل الدنيا ..أن بين الركام السوري و الحالة
المرعبة للاقتصاد السوري بوضعه الراهن ، هناك ولا بد الكثير من الأسس و
المعطيات .. و اللقى أيضاً .. تتطلب الجرأة الفكرية النظرية و العملية
لتبدأ عملية التحول المناسب لمعالجة الواقع القائم.
الشكل الذي سارت عليه حكوماتنا بشكل عام ، منذ بداية الحرب حتى اليوم ... و
اليوم أكثر لأن المواجهة عظم شأنها و أصبحت تتطلب من يفلح معها و ليس من
يجد سبيلا لاقتطاع ما يرضيه منها ... تقوم على الرعب و الاختباء و التخفي
ليس فقط خوفاً من مخاطر الواقع .. بل في اللعبة ما يتطلب التخفي .. !!
التوجه الذي اختارته الحكومة و القيادة عموماً لمواجهة الرعب أبعد ما يكون
عن الجرأة .. !! هكذا و إذ نحن .. أعني بلدنا .. بأشد الحاجة لمن يتقدم من
هذا الواقع بخطوات بناءة تطلق ما يتوفر من مبادرات و من امكانات للوصول إلى
ما يمكن أن نسميه منصة الانطلاق .. تجدنا اخترنا الاستسلام كلياً و الهروب
لمقاومة الرعب بالتخفي و الكذب و النفاق !!.
ليس الواقع سهلاً أبداً .. و نحن لا نستهين بالجهود التي يمكن أنها تبذل ..
لكن نرى أن الخيارات التي يتم التخبط حولها و ليس اختيارها بشكل علمي صحيح
.. هي خيارات بائسة تواجه الرعب بالكسل و التخلف و التخفي خلف ادعاءات
عاجزة كاذبة ..
كل ما تطرحه افكار العروض الحكومية في مقاومة حالة الرعب الاقتصادي يقوم
على جمع الكم الممكن من النقد المالي من جيوب الناس المنهكين فعلاً و
الذين يصل انهاكهم إلى درجة الموت رعباً و استحالة تحقيق أي مبادرة قد توصل
إلى حلول. !!
ليس المواطن الفقير بدخله القزمي المنعدم و المتراجع يومياً .. المواطن
الذي كافأته الحكومة برفع الدعم عنه ... ليس هذا المواطن فقط .. هو الذي
يعاني من حالة الرعب التي تحبطه إلى درجة العدم .. بل أيضاً المواطن الذي
يمكن أن يشكل اساساً لمبادرة ما تدخلنا عصر العمل الاقتصادي العلمي و
الجاد .. هذا ايضاً تتحداه الحكومي بسياسة الضرائب المجحفة غير العادلة و
بالتصيّد و المحاصرة لدرجة الاحباط الحقيقي.
دخلكم ... إذا كان المواطن السوري لا يصلح كشريك لكم لإعادة البناء .. فمن
أين ستأتون بهذا الشريك .. الذي يقاوم أعنف و أسرع مسيرات الغلاء .. يقاوم
حتى الجوع .. ليعقد الشراكة معكم .. ؟؟!!
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=131&id=190711