أخمدت وحدات الإطفاء والدفاع المدني، بمشاركة الجيش السوري، الحرائق المشتعلة على امتداد المساحات الحرجية والزراعية في محافظتَي اللاذقية وطرطوس. جاء ذلك بعدما تمكّنت الموجة الأقسى من الحرائق منذ الصيف الماضي من التهام آلاف الدونمات، في تكرار لمشهدٍ قديم - جديد لا يبدو أن أيّ إجراءات اتُّخذت لتفاديه
وبلغت
خطورة النيران أعلى مستوياتها في اللاذقية، عندما وصلت إلى الأكواخ
الشاطئية في منطقة البسيط، وأحرقت بعضها، قبل أن تستعر في شرق اللاذقية،
لتصل إلى القرداحة، ممتدّة إلى مستودعات التبغ المركزية، ومتسبّبةً بانهيار
أجزاء من مباني «الريجي»، ومن ثمّ إلى «مشفى القرداحة الوطني»، دافعةً
الجهات المعنيّة إلى إخلاء المرضى إلى «مشفى جبلة الوطني». ويوم أمس،
استمرّت الحرائق في التهام الأراضي، حتى وصلت إلى الحفة شرق اللاذقية، وإلى
جبال قلعة قحطان، ومحيط وادي الملوك السياحي. ولو لم يسارع رئيس بلدية
الحفة إلى التحذير من وجود 150 طناً من مادّة نيترات الأمونيوم في مستودعات
المصرف الزراعي في الحفة، ليصار لاحقاً إلى نقلها وتأمينها في مناطق أخرى،
لكانت وقعت الكارثة. وخلّفت الحرائق في اللاذقية ثلاث وفيات و70 مصاباً
بالاختناق، وأدّت إلى نزوح مئات المدنيين، فيما سُجّلت عمليات إجلاء لعدد
من سكان قرية بسوت شرقي جبلة، قبل أن يعود السكان إلى منازلهم أمس، عقب
إخماد الحرائق وتبريد محيطها.
وفي طرطوس، سُجّلت 10 حالات اختناق جرّاء
اشتعال 59 حريقاً. وعانت المحافظة، هي الأخرى، من انتشار متسارع للحرائق
التي وصلت حتى قمة جبل السيدة، وهاجمت كنيستها في ريف طرطوس الجنوبي
الشرقي، على الحدود الإدارية بين حمص وطرطوس، وصولاً إلى بلدة كفرون حيدر
في منطقة الكفرون المجاورة لمشتى الحلو، ما اضطّر بعض العائلات إلى مغادرة
منازلها بفعل اقتراب الحرائق منها. وبعد إخماد النيران والسيطرة عليها في
اليوم الأول، عادت إلى الاشتعال بصورة أكبر في اليومين الثاني والثالث،
ابتداءً من قرى بانياس على الساحل السوري شمالي طرطوس، وكذلك في نقاط
الدريكيش والقدموس ووادي العيون في ريف طرطوس، والتي احترقت بعض أراضيها
المزروعة بالرمان والتفاح.
لم تقم الحكومة بأيّ إجراء لتفادي وقوع كلّ هذه الحرائق
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=127&id=184751