دمشق - سيرياستيبس :
مما لاشك فيه أنّ أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة لارتفاع أسعار السلع الغذائية الزراعية في الأسواق المحلية هو التصدير والتهريب " حيث تمكن أصحاب الأموال من اقتحام الحقول غير آبهين إلا بأرباحهم " ويبدو أن هناك أرقام كبيرة ومهمة سجلت في الأشهر الماضية في التصدير والتهريب ولكن ما سيتاح لنا الاطلاع عليه لاحقا عندما تصدر الاحصاءات هو التصدير ..
بالمبدأ لا أحد يستطيع أن يقول لا للتصدير خاصة في بلد من المفترض أن لديه روزنامات زراعة .. وحيث لابد له من التصدير بل وعدم التوقف عن فتح الأسواق بمنتجاته التي تمتاز بالغنى والتنوع والجودة والسعر المنافس ؟
على كل ثمة سؤال نود طرحه في هذه السطور وهو : أمام وجود هذه القابلية للتصدير وحيث يعد ذلك علامة ايجابية بالمطلق لماذا لم تتم مضاعفة الأراضي المزروعة بالخضار وحيث يمكن البدء بذلك فورا خاصة وأن شعار الدولة هو زراعة كل كيلو متر يتم تحريره وكل كيلو متر قابل للزراعة والأمر لايحتاج إلا لقرار توفير سبل تنفيذه يتطلب الالمام التام بالمتغيرات التي طرأت على تكاليف الانتاج والبدء بالعمل بعد الأخذ بها وبتفاصيلها ..
اليوم سورية تواجه كما كل دول العالم أزمة اقتصادية بسبب كورونا والحرب والحصار وسيكون الغذاء أحد تحديات المرحلة القادمة , وهناك من حذر منذ البداية أن أزمات الدول المجاورة في جانبها الغذائي ستشكل ضغطا كبيراً على سورية التي كانت دائما هي الخزان الغذائي للمنطقة وبشكل مباشر يمكن التكهن أنّ سورية
ستكون ملجأ هذه الدول وربما دول أبعد لتطعم شعوبها ..
اليوم ما يعانيه لبنان من أزمات وصلت حد الإفلاس كذلك الأردن والعراق هذه الدول تعاني نقصا في الغذاء وسورية ستكون مقصدها لسد النقص لديها للكثير من الأسباب أقلها القرب الجغرافي وأحكام اتفاقية التجارة العربية الكبرى وانخفاض الاسعار مقارنة بهذه الدول وغيرها الكثير من الاسباب .. ماسيشكل ضغط مباشر على المنتجات السورية خاصة الزراعية والغذائية , وسينشط التصدير و التهريب وهو ما يحصل فعلا, وما زاد من الأمر سوءا هو تراجع الانتاج الزراعي في سورية نتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج وظروف الحرب في مناطق زراعية رئيسية .
ومع ذلك سورية مازالت مرشحة للقيام بالدور بأن تكون الحزان الغذائي والزراعي للمنطقة وهذا يتطلب خطوات يمكن وصفها بالتاريخية دون أن يعني ذلك أنّه يمكن أن تكون خطوات صعبة ومستحيلة ..
لتكن سورية هي من تطعم دول الجوار لتكن الزراعة هي القيمة المضافة العالية التي يعول عليها الاقتصاد السورية ليخرج من عنق الزجاجة وينطلق .. ولكن ليتم اتخاذ خطوات تاريخية واستثنائية وجريئة لدعم القطاع الزراعي والحيواني وبالتالي النهوض بالصناعات المرتبطة والنهوض به دون أن يكون هناك من يركب على ظهر المزارع ودون أن يكون هناك من يرهق المواطن بالغلاء ..
اليوم نسأل هل لدينا الفريق المؤسساتي القادرعلى قيادة عملية نهوض حقيقية بالقطاع الزراعي .. بل هل لدينا الارادة لفعل ذلك
في الحقيقية من المفروض ان يكون لدينا نحن ننتقل من مرحلة الوفرة والعجز عن التصدير الى مرحلة محدودية الانتاج مع نشاط التهريب والتصدير فهل نستطيع رفع الانتاج مجددا هذا ما يجب القيام به فورا , عبر إيلاء عناية استثنائية للقطاع الزراعي و لقطاع الصناعات الغذائية ولنبدأ بعملية دعم مركزة ومتكاملة الحلقات فما خاب من زرع, ولابد من رسم الحدود جيدا بين حاجة السوق المحلية واستهلاك الناس وحمايتهم من الغلاء وبين ما هو متاح للتصدير ..
هامش : وصلت الى موقع سيرياستيبس رسالة ننشرها بما حملته من أسئلة :
-لماذا مليوني طن من الشعير بالمخازن بلا تصريف او تصدير بينما تاجر الخضار لا يتوقف عن التصدير و التهريب
-لماذا لا تصرفون اكثر على تقنيات الزراعة الحديثة التي تسرع انتاج الخضار
-لماذا مليار ليرة بحالها مصرف مؤسسة الانتاج التلفزيوني في هذه الظروف لماذا لا تشترون بها حبوب خضار و اسمدة و تعلمون الشباب كيف يعملون بالزراعة و يستغلون مساحات هائلة من الاراضي متروكة بكل المحافظات
-لماذا لا تشجعون المواطنين على زراعة الاسطحة كما تفعل اوروبا و اسيا
-لم يعد البيت البلاستيكي وحده مصدر الخضار في الشتاء هناك الزراعة المائية الهايدروبونيك و غيرها
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=132&id=181942