كتب زياد غصن
لا يمكن لأحد أن ينكر أن شبكات التواصل الاجتماعي استطاعت التعبير عما يجول في أذهان الناس أكثر مما فعلت وسائل الإعلام التقليدي في سورية...
وهذا له أسبابه المتعلقة بطبيعة عمل شبكات التواصل الاجتماعي واستخدامها... وكذلك متعلق بالمساحة الضيقة التي تحركت بها وسائل الإعلام التقليدي خلال السنوات السابقة، وحرصت فيها على عدم خرق تلك المساحة رغم تفردها بالسوق، وغياب المنافسة المهنية...
ومع ذلك فإن شبكات التواصل الاجتماعي، ورغم انتشارها الواسع، لم تصل إلى مرحلة تمثل فيها مرآة كاملة لما يجول في أذهان وعقول الناس وبما يفكرون..
لذلك لا يمكن التعويل عليها كخيار أفضل للوقوف على آراء الناس وتفكيرهم ومواقفهم، وهذا إلى جانب عدم المصداقية والموضوعية في العديد من الطروحات التي يتم تداولها عبر منصات هذه الشبكة... وتنطح بعض الشخصيات لـ" تبيض" سيرتها...الخ.
إذاً... خيار التواصل المباشر مع الناس لا يزال ضرورياً لأصحاب القرار.... خيار تفرضه أولوية المعلومة الصحيحة... وكذلك المعلومة المتداولة بين الناس ولا تظهر على شبكات التواصل الاجتماعي... وبصراحة هذه هي الأهم.
وأعتقد أن كل منا يلمس هذا الاستنتاج في محيطه الاجتماعي... من الأسرة، الأقارب، الأصدقاء، والعمل..
فهل من مصلحة البلاد تجاهل تلك المعلومات... أم جمعها ودراستها والبناء عليها؟
قد تكون هذه المعلومات المتداولة بين الناس، والبعيدة في الوقت نفسه عن منصات شبكات التواصل الاجتماعي، صحيحة وتقود مؤسسات الدولة إلى معلومات أهم... وقرارات أكثر قربا من مصالح الناس وتوقعاتهم.
وقد تكون معلومات خاطئة، وتالياً فإن استمراريتها من شأنه الإضرار بسمعة الدولة ومؤسساتها، فيكون التدخل لتصحيحها وتقييمها مهمة ذات بعد خاص...
ما هي هذه المعلومات التي قد لا تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي؟
في واقع الأمر هي كثيرة، وتختلف حسب شريحة الناس وتواجدهم وعملهم... فهي قد تبدأ برأي الناس برئيس البلدية مثلاً، مروراً بالقضايا والملفات والقرارات الاقتصادية والخدمية، وليس انتهاء بثروات شريحة من المسؤولين وأوجه فسادهم، خاصة في المناطق الجغرافية التي ينتموا إليها، أو في المؤسسات التي يعملون بها...
ولدرجة يعتقد المرء أنه ليس هناك أمر يمكن أن يخفى على السوريين...
فمثلاً إحدى المعلومات المتداولة حالياً أن أحد المسؤولين أنفق على إشادة منزله في "الضيعة" نحو 450 مليون ليرة... وأشقاء آخر يسرحون وبمرحون في المؤسسة التي كلفت بإدارتها...
وهناك من يقول إن الحكومة سترفع سعر الخبز... الخ.
من هنا فإن بعض استبيانات الرأي أو المواقف المبنية على ما يم تداوله على شبكات التواصل لا يمثل رأياً عاماً... ولا يظهر حقيقة الموقف الشعبي من هذه المسألة أو تلك القضية... إنما يبقى في المقابل مؤشراً لا يمكن تجاهله.
خاص-سيرياستيبس
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=127&id=180468