دمشق-سيرياستيبس:
إلى الآن لا تزال سورية خارج دائرة الدول المصابة بفيروس كورونا، ونأمل ألا يحدث ذلك وأن تنتهي موجة الإصابات ويعود الاستقرار الصحي إلى جميع الدول. إنما من المهم أن تتنبه الوزارات والمؤسسات المعنية في البلاد إلى الملاحظات التي تم تسجيلها خلال فترة ظهور وانتشار الفيروس عالميا والمخاوف من وصوله إلى سورية.
إذ أن معظم المؤسسات الحكومية والمجتمعية تبين أنها لا تولي الموضوع الصحي أي أهمية رغم أن البلاد وبغض النظر عن فيروس كورونا فهي تمر بحرب منذ تسع سنوات وشهدت تلوثا بيئيا كبيراً وتدميرا وتخريبا هائلين، وهي مقومات لإمكانية انتشار أي مرض خطير. فمثلاً ليس هناك إهمال كبير من قبل المدارس العامة والخاصة بموضوع التزام الطبيب المدرسي وتواجده الدائم بين الطلاب للإطلاع على أوضاعهم الصحية وتقديم الإرشادات والنصائح بدليل أن جميع الأطفال يعانون من الأمراض السنوية من أنفلونزا وشح وكريب وغيرها نتيجة اختلاطهم المدرسي. كذلك الحال بالنسبة للمعامل والمنشآت الحكومية والخاصة التي لا يعرف المستوى الصحي فيها والأمراض التي تنتشر بين الموظفين والعمال وظروف العمل وتقييدها بشروط السلامة وتوفير النظافة في الأماكن الخاصة كالعمل على خطوط الإنتاج ومناهل المياه والحمامات....الخ
من المفترض أن تكون الإرشادات الطبية والصحية التي تنشر اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي للمدارس والمنشآت العامة والخاصة مطبقة قبل ظهور أي وباء عالمي أو التحذير من فيروس معين، فالسلامة العامة ليست مرتبطة بوقت ولا بحدث معين، ولو كانت هناك بيانات معينة لتبين طبيعة الأمراض التي يتعرض لها طلاب المدارس وقيمة الأدوية التي يتم استهلاكها بسبب انتقال الفيروسات بينهم والمتعلقة بنزلات البرد والأنفلونزا والرشح والكريب وغيرها.
كل ذلك يدفع نحو إعادة دراسة الملف الصحي في المنشآت العامة والخاصة والأهلية بطريقة تدعم الجهود الحكومية المبذولة على صعيد التلقيح والخدمات العلاجية المجانية في المراكز المستشفيات العامة، ومواجهة تطورات الأوضاع الصحية العالمية التي ما أن تنتهي من فيروس حتى يظهر آخر من انفلونزا الخنازير والطيور إلى كورونا ولا نعلم ماذا سيظهر مستقبلا أيضاً من أمراض وفيروسات جديدة.
المصدر:
http://www.syriasteps.net/index.php?d=127&id=180258