مرسين .. مربط صاراتنا و وارداتنا .. كيف سمحننا بذلك

دمشق - خاص سيرياستيبس :

لدى سؤاله عن تأثر سورية اقتصادياً وتحديداً الأسواق المحلية بأحداث غزة قال محمد حلاق عضو مجلس ادارة غرفة تجارة دمشق : نحن في سورية خارج معادلات التأثر وقال " ليش .. ماحدا بيعرف " "

وأضاف : عادة خلال الأحداث يصبح الحديث الرئيسي عن توفر السلع وعدم توفرها وبالتالي عندما يكون هناك أحداث في دولة ما " بتفضى الرفوف " ببساطة شديدة لأن الناس تلجأ الى التخزين خوفا من الانقطاع

في سورية نلاخظ وبسبب انخفاض الدخل فإنّ الرفوف لاتفضى والسبب أنّ أغلبية الناس لاتستطيع التخزين كونهم يعيشون يوم بيوم , ولايستطعون تسخير كتلة نقدية معينة للشراء والتحوط

ومع ذلك يرى الحلاق أنّ هناك تراجع في كم السلع في سورية والمخازين الى انخفاض نتيجة تراجع التوريدات لعدة أسباب منها القانون 8 وأحكامه وتسليم 15 % من البضائع المستوردة الى السورية للتجارة التي تم فرضها من قبل وزارة التجارة الداخلية ؟

وأيضاً الرسوم المرتفعة وارتفاع اجور الشحن وغيرها , كل هذا أدى الى انخفاض المستوردات وارتفاع أسعارها أكثر بكثير من الدول المجاورة

من هنا يُحذر عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق من أنّ وضع المواد الغذائية في الأسواق السورية يتجه نحو وضع صعب آلا وهو انخفاض المخزون خاصة بالنسبة للموادالغذائية الاستراتجية ..

حلاق قال لسيرياستيبس : أنّه وخلال تواجده في ألمانيا للمشاركة في معرض أنوغا للصناعات الغذائية اجتمع مع أكثر من "بروكر" يعمل مع السوق السورية وعندما سألهم عن وضع التصدير الى سورية قالوا : أنّ لديهم دائما طلبيات الى سورية وكل اسبوع هناك إرساليات الى مرسين التركية .. وعندما سألناهم لماذا مرسين وليس اللاذقية طالما أن التصدير الى سورية .. كان الجواب لجوء الموردين الى مرسين ومن ثم ادخال البضائع تهريب الى الاسواق السورية هربا من الرسوم ومن تكاليف الشحن و نسبة ال 15 % التي فرضت وزارة التجارة الداخلية على المستوردين تسليمها الى السورية للتجارة وغيرها من الأسباب التي قد تجعل التهريب بما فيها الدفع للمعابر أفضل لهم وأربح علما أن نفس الأمر تمت ملاحظته في موضوع الصادرات حيث يتم إخراج المواد تهريبا الى مرسين ومن ثم تصديرها , وهو ما تمت إثارته بوضوح في اجتماع مجلس الاعمال السوري الصيني مؤخرا ؟

حلاق تمنى أن يُحل الأمر وأن تدرك الحكومة مقدار الخسارات التي تتكبدها الخزينة بسبب تحول المصدرين والموردين الى مرسين هرباً من الرسوم والضرائب وتكاليف الشحن والكثير من التعقيدات التي باتت معروفة جيدا من الحكومة .

الحلاق أوضح انه وخلال حديثه الى تجار لبنانيين أيضاً تم التطرق الى الارتفاع الكبير في المستوردات الى لبنان طبعا والتي جزء مهم منها يستهدف السوق السورية سواء تهريبا او صحبة مسافر وهنا نحن نتحدث عن مبالغ كبيرة جدا وبمليارات الدولارات ودائما النتيجة فوات مبالغ كبيرة على الخزينة ؟

موضحاً أنّ هذا ما يبرر انخفاض المستوردات النظامية خلال التسعة الاشهر من العام الحالي الى مليارين و200 مليون يورو بينما كانت لنفس الفترة قبل الحرب 30 مليار, ومع الاخذ بكل الظروف والعوامل كان يجب ان تنخفض ولكن ليس إلى هذا المستوى الضعيف جدا ما يؤكد أنّ النقص يتم سدّه من التهريب والاستيراد غير النظامي أو عبر الدول المجاورة ؟

حلاق نبه الى أنّ المنتج السوري اليوم أغلى من الاسواق المجاورة باكثر من 30 % وأحيانا النصف وحتى الضعف

ودعا في هذا السياق إلى ضرورة وضع الإصبع على الجرح و التعامل بواقعية أكثر من حركة التجارة من وإلى البلاد والتدقيق في مجمل التكاليف التي يدفعها المستورد والمصدر للعمل عبر ميناء مرسين ومقارنتها بما يدفعه فيما لو استورد عبر الموانئ السورية وقراءة الخسائر التي تتكبدها الحكومة من الاستيراد عبر الموانئ المجاورة

حلاق قال في هذا السياق : مع احترامي للرؤية الاقتصادية للحكومة ولكن اليوم ماهي علاقة سعر الصرف بارتفاع الأسعار اذا كان المنتج في سورية يباع بأكثر من 30 % من الأسواق المجاورة , هذا يعني أنّ هناك أسباب وتكاليف أخرى مؤثرة جداً ولا يمكن لأي مستورد تجاهلها وبالتالي كلما تأخرت الحكومة في التعامل معها فإن الأمور ستذهب لتغدو أصعب وأكثر تعقيداً ؟؟