دمشق - سيرياستيبس :
بينما تستمع الى الكلمات التي تليت خلال اجتماع مجلس الأعمال السوري - الصيني يتأكد لك أنك أمام مؤسسة حقيقية تعمل برؤيا واضحة وبعيدة تم بناؤها انطلاقا من الادراك العميق والمسؤول لحجم الدور المطلوب ممارسته من قبل المجلس مع دولة كالصين .
ادراك هذا الدور لاينحصر فقط
في تطوير العلاقات التجارية وتسهيل الأمور أمام رجال الاعمال .. فكل هذا
متحقق وهو مادفع السفير الصيني الى اعتبار عدد التأشيرات التي منحت لرجال
الاعمال لزيارة الصين مؤشرا على اهتمام رجال الاعمال السوريين بالعمل مع
السوق الصينية التي تتسع للجميع اذا ما علمنا أن حجم الصادرات الصينية تبلغ
2 تريليون دولار
تطلع مجلس الاعمال
السوري - الصيني الى مد جسور قوية مع الصين ينبع من ادراك المجلس
والقائمين عليه "وكلهم يشكلون نخبة حقيقية في العمل الاقتصادي في سورية "
لأهمية الصين كقائد اساسي للاقتصاد العالمي خاصة بعد أن طرحت مشروعها
الكبير الحزام والطريق " طريق الحرير سابقا " والذي تشكل سورية عنصراً
مهماً فيه نظرا لموقعها التجاري المهم .. وهذا ما جعل المجلس يمتلك بعدا
استراتجيا في رؤيته لاهمية التعاون مع الصين وهو ما عبر عنه رئيس مجلس
المهندس محمد حمشو بوضوح شديد خلال كلمته عندما أكد على أهمية ان تكون
سورية في مشروع الحزام والطريق
لقد
بدا اجتماع المجلس انخراطاً صحيحاً ومدروساً لمجتمع الأعمال في متابعة
العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع الصين ... وهو بذلك يؤسس
لعلاقات اكثر اتساعا خاصة وان الصين مرشحة لتكون واحدة من الدول التي يمكن
أن يكون لها دور مهم وأساسي في عملية اعادة الاعمار في سورية
الصين
ايضا يمكن ان تكون مقصدا ناجحاً ومهماً للمنتجات السورية .. وهو ما دعا
إليه السفير الصيني في كلمته مشيرا إلى عراقة الكثير من المنتجات السورية
والتي يمكن أن يكون لها حضوراً مهماً لدى المستهلكين الصينيين مثل زيت
الزيتون والمنسوجات والصابون وغيرها
الجانب المهم واللافت التي يمكن الوقوف عند ه أيضاً , كان في ما تحدث بهد المهندس محمد حمشو عن امكانية تفعبل خط ائتماني صيني جديد باتجاه سورية وحيث يمكن ان يحمل انفراج حقيقي لمسارات التبادل التجاري وفتح افاق رحبة له خاصة في ظل وجود امكانيات كبيرة للتبادل التجاري
وهكذا
و في كل مرة ينعقد فيها مجلس رجال الاعمال - السوري الصيني يتأكد ان
قطاع الاعمال يمكن ان يكون طرفا في اي حراك اقتصادي ليس فقط على صعيد بناء
الجسور مع الدول الاخرى وإنما يمكن أن يكون وكيلا يعتمد عليه لجذب
الاستثمارات ورؤوس الاموال وتوجيهها نحو القطاعات التي تحتاجها البلاد
وبتركيبة رجال الاعمال الذي يشكلون المجلس الصيني السوري والنظام الذي يعمل به والبرامج التي يتابعهاغ وينفذها وبصلاته القوية مع الجانب الصيني بدءا من اعضاء السفارة فانه يشكل بالفعل انموذجا لدور قطاع الاعمال كطرف مساند وداعم ومطور لعلاقاتنا مع الدول الأخرى وخاصة في هذه الظروف الصعبة ..
فمنذ
تأسيسه والمجلس يسير بخطى واثقة ويعمل من اجل تعزيز العلاقات بين سورية
والصين . ونعتقد ان قادم الايام سيحمل الكثير من الأدوار لهذا المجلس مع
استعداده للقيام باي فعل من شأنه تطوير العلاقات مع الصين الصديقة والدفع
بها الى الامام
وفي تفاصيل وقائع اجتماع مجلس الاعمال السوري الصيني الذي عقدهيئته العامة أمس برئاسة محمد حمشو رئيس المجلس وحضور السفير الصيني بدمشق شي هونغوي وأعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة في فندق يعفور بريف دمشق.
رئيس المجلس السوري- الصيني المهندس محمد حمشو قال إن الصين أهمَ شريك اقتصادي وتجاري لسورية مؤكداً اهتمام السفارة بتوطيد العلاقات التجارية وإزالة كل العقبات والحواجز ومن أهمها منح سمات الدخول إلى الصين لرجال الأعمال السوريين والمساهمة في تنمية الاقتصاد السوري وتعزيز العلاقات الاقتصادية بما توفره السفارة من تسهيلات تقدمها للمجلس أملاً بأن يتم السماح لبعض الموظفين الذين ليسوا أعضاء بالمجلس بإجراء دورات تدريبية في الصين.
وطالب حمشو بإعادة تفعيل الخط الائتماني الأمر الذي سوف يسهم في تحقيق نقلة نوعية كبيرة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية أملاً بأن يسهم المجلس في دفع العلاقات الحكومية لإعادة تفعيل هذا الخط بما يسهم بدفع عجلة عمل القطاع الخاص.
وأكد حمشو أن المرحلة تتطلب المزيد من التعاون وإيجاد الحلول المشتركة لإيجاد قنوات مصرفية في ظل العقوبات المفروضة على سورية بفتح مكتب في سورية وآخر في الصين لتمويل الصادرات والمستوردات وبقية المدفوعات بالعملة المحلية مشيراً إلى ضرورة فتح خط ملاحة بحرية وتأمين نقل جوي مباشر وضرورة الحصول على موافقة لهبوط الطائرات السورية في الصين بحيث يتم تفعيل خط نقل تجاري بين البلدين بهدف تنشيط التبادل التجاري وتعزيز العمل الاقتصادي بين البلدين.
السفير الصيني قال : إن الصين شريك تجاري مهم لسورية، والتعاون الاقتصادي والتجاري جزء مهم من علاقات البلدين على الرغم من الـتأثير الخطير للعقوبات أحادية الجانب غير الشرعية التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب على سورية، لكن بفضل الجهود المشتركة بين الجانبين أحرز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين نتائج إيجابية في السنوات الأخيرة، خصوصاً في مطلع العام الماضي، حيث وقع الجانب الصيني والجانب السوري مذكرة تفاهم لـ«الحزام والطريق»، وانضمام الجانب السوري لعائلة الحزام والطريق حقق الربط بين المبادرة التي طرحها الرئيس شي جينبينغ وإستراتيجية التوجه شرقاً التي طرحها الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي يوضح التوجه ويوفر المزيد من الفرص للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وسورية في المستقبل.
وخلال الاجتماع تحدث السفير الصيني عن مشاركة الشركات الصينية بشكل إيجابي في إعادة إعمار الاقتصاد السوري، حيث يتقدم مشروع مصنع الإسمنت المشترك بقدر 6500 طن يومياً في منطقة أبو شامات بريف دمشق، ومشروع المحطة الكهروضوئية باستطاعة 300 ميغاوات في وادي ربيع بخطوات واثقة نحو الأمام لافتاً إلى أن ما نأمله هو أن يوفر الجانب السوري للشركات الصينية تسهيلات ودعماً للاستثمار وإنشاء شركات في سورية.
توطين التعاون مع الصين
ممثل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية مدير التعاون الدولي في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية أنس بقاعي أكد أن العلاقات السورية الصينية ممتازة وهناك سعي دائم لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وزيادة حجم الصادرات السورية من مادتي زيت الزيتون وصابون الغار والتي لاقت إقبالاً كبيراً عليها خلال المشاركة السورية الفعالية في معرض الصين الدولي للاستيراد.
لافتاً إلى دور الصين المهم في المعارضة المستمرة للإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية في المحافل الدولية ودعم الجهود السورية المبذولة لتحسين الأوضاع المعيشية. مشيراً إلى حرص الجانب الصيني على المساهمة في عملية إعادة الإعمار، واقتراحه إنشاء مصنع لتجميع السيارات في سورية. كذلك العمل على توطين التعاون في مجال المساعدة التنموية من خلال الإسراع بتنفيذ مشروع الأوتوبيس ورغبة الصين في بحث مشاريع صغيرة وتنموية تسهم في تلبية الاحتياجات السورية. مع إمكانية البدء بالعمل على تطوير برامج المساعدات الصينية المقدمة إلى سورية من خلال تقديمها على شكل أدوات ومستلزمات للأنشطة الإنتاجية، ولاسيما في الأرياف، مثل ألواح الطاقة الشمسية إضافة إلى متابعة المشاورات الفنية المرتبطة بمذكرة التفاهم الخاصة بمبادرة الحزام والطريق والاستفادة الفعلية من الفرص التي توفرها هذه المبادرة فيما يخص الطاقة البديلة والبنى التحتية.
وعن أهم الاتفاقيات والوثائق الموقعة بين البلدين قال تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21. مبيناً أنه يوجد بين البلدين حوالي (32) وثيقة موقعة تتنوع بين اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي شملت العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك: منها التعاون التجاري والفني- تشجيع وحماية الاستثمار- تنمية وترويج الصادرات وغيرها وهناك العديد من الإجراءات المتخذة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين سواء في المجال التجاري أم الاستثماري والمالي- وفي إطار مبادرة الحزام والطريق- ومن خلال المنح والقروض وبناء القدرات والمساعدات الإنسانية، وتقدم البقاعي بمقترحات لتعزيز التعاون بين البلدين أهمها تنشيط النقل البحري والجوي ودعوة الجانب الصيني لتشغيل رحلات جوية منتظمة وعارضة بين بكين ودمشق لما له من أثر إيجابي في تنشيط التبادل التجاري والسعي لدى الجانب الصيني لتعزيز التعاون على الصعيد المالي وطرح إمكانية اعتماد آلية شراء العملات المحلية من المصارف العاملة في كلا البلدين.
وتم خلال الاجتماع انتخاب مجلس إدارة جديد لمجلس الأعمال السوري الصيني مدته 4 سنوات، وضم كلاً من محمد حمشو وربا عبود وعبد الباسط ملوك ولبيب الإخوان ومحمد العش وأسامة مصطفى وسمير عموري