دمشق - سيرياستيبس :
بينما
تمتلأ وسائل الاعلام ومنصات التواصل بالتصريحات والمنشورات المنتقدة لعمل
الحكومة الى درجة أنّ أحد النواب خاطب رئيس الحكومة الحالية قائلا : "
لماذا فلتت الأمور من يدك عملت الشعب السوري تجارب ومعقول ما نجحت معك ولا
تجربة .. انت موظف كيف عايش انت ولادك عيشو لهالمواطن متل ما انت عايش لكن
في الحقيقية انت عايش 10 نجوم "
هذا
الانتقاد يبدو بسيطا جدا لحكومة شهدت البلاد خلال فترة ادراتها لشؤونه
الكثير من التردي والتراجع الاقتصادي , من ارتفاع غير معقول في سعر الصرف
الى تجربة المنصة التي شلت الحياة الاقتصادية الى تراجع الانتاج وازدياد
هجرة الموارد البشرية والاستقالات والغلاء وو .. الخ بحيث تكاد لاتجد جانبا
ايجابيا واحد تتحدث عنه وفعلته هذه الحكومة ؟
منذ
أن تم الاعلان عن انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الشعب بحجة مناقشة تردي
الواقع الاقتصادي .. بدأ النواب بتوجيه انتقاداتهم سلفا للواقع الاقتصادي
وللحكومة و بسقف عال وسيستمرون الى ما بعد الجلسة . ولكن يبقى المهم ما
الذي سيحصل ..
قد
تحمل الجلسة ماهو مهم أن نقف عنده نحن السوريون وما قد يكون مفصليا فعلا
.. لايمكن التكهن بجرأة النواب على حجب الثقة عن الحكومة على الاقل عن
الوزراء والمسؤولين الذين تسببت ادراتهم في تردي الاوضاع ..
ولكن
علينا ان ننظر من زاوية اخرى وهي ان شيئا مهماًٌ او لنقل تحولاً مهما يحصل
في سورية اليوم .. سورية اليوم على وشك ان تنهي مرحلة الدعم , أصلا الدعم
كان ميدان الحكومة الوحيد حيث مارست من خلاله أقسى انواع رفع الاسعار
بلا دراسة وبلا اي تطلع لتأثيرات كل رفع تحدثه على الحياة الاقتصادية والانتاجية .. الجلسة ومع كل ما أثير حولها ستكون جسرا لإنهاء الدعم على
الأقل تقليصه الى أدنى حد ممكن ضمن سياسة ما يسمى ترشيد الدعم وفي الحقيقة ليس
ترشيد بل هي محاولة انهاء الدعم بالشكل الذي اعتاد عليه السوريين ..
سترتفع أسعار الكهرباء , أصلا تم إقرار الرفع خلال جلسة مجلس الوزراء الماضية
وطوي القرار بعد وقت قصير جدا , علما أن اتاحة المجال أمام القطاع الخاص
للاستثمار في قطاع الكهرباء يحتم رفع سعار الكهرباء ما يعني أن الأمر
تحصيل حاصل .. فقطاع الكهرباء بدأ فعلا مرحلة من التشاركية والاستثمار من
قبل القطاع الخاص المحلي والخارجي ما يستوجب تصحيح أسعاره فورا وهو ما
سيحصل فعلا ؟ ايضا رفع أسعار البنزين وتوحيدها وكانت الحكومة على وشك اتخاذ القرار قبل أيام وتم
التراجع , وكانت سترفع الرواتب وتم التأجيل أيضا خاصة مع الارتفاع الذي
حصل في سعر الصرف وما تسبب به من تضخم يبدو
أنه تقرر أن تُعقد الجلسة ويتم عبرها الاعلان عن حزمة من كاملة وواحدة من
رفع أسعارالكهرباء والوقود وربما "الاتصالات مرة جديدة " ومعها الرواتب التي
ستدخل جيوب السوريين في حالة راهنة وقاسية من التضخم القاتل ما سيجعل منها
عديمة الفائدة اللهم إلا اذا تم اعتماد اسلوب ما لدعم دخل الناس عبر منح
نقاط لشراء الخبز
أية
قرارات سيتم اتخاذها في ظل هذه الظروف ستكون متوحشة فليس بالإمكان اتخاذ
قرارات قريبة من الناس في زمن توقف الانتاج والعمل في زمن قلة الموارد
وأيضا وفي ظل عدم وجود سياسات اقتصادية ونقدية تقرأ وتحلل وتعرف الى أين تصل
بالأمور ؟
التغيير
الجذري في سورية بدأ يظهر بوضوح شديد , وانهاء حقبة الدعم سينهي معه حقبة فساد طويل
وكبير , ولكنه ايضا سيحمل معه المزيد من الضيق للناس التي ضافت معيشتها
بشكل مرعب وحيث بات الواقع بحاجة لتفكير من خارج الصندوق والأهم من خارج
هذه الحكومة التي تشعر أحيانا أنّها لاتعي ولا تقصد ماتقول وتفعل ..
لذلك
فعلا فإن المجلس يستطيع اليوم أن يقدم خدمة جليلة للناس بحجب الثقة عن هذه
الحكومة ما يفسح المجال للإتيان بحكومة جديدة قوية تضم رجالات اقتصاد وعلم
ومعرفة قادرة على صناعة الحلول والسياسات الاقتصادية التي يمكن أن تدفع
بالامورالى الأمام وأن تتعامل مع الامكانيات المتاحة بواقعية عبر
الاستثمار الامثل لنقاط القوة و لما هو متوفر من الموارد المادية والبشرية ,
والأهم أن تستطيع التعامل مع التحول الذي تمضي اليه سورية من طي حقبة دعم
الوقود والكهرباء والتحول الى النهج الجديد الذي بدأ يتضح وحيث تبدو
التشاركية العنوان الابرز فيه ؟ على أن النجاة لن تكون الا باعتماد سياسات محفزة ومشجعة للاستثمار والانتاج والعمل مع تحرير كامل من القيود والعراقيل التي تكبله ؟
|
التعليقات: |
الاسم : محمد الأحمد - التاريخ : 24/07/2023 |
عن أي حكومة جديدة تتحدثون وعن أي تشاركية تعنونون وكل هم المسؤولين في الحكومة وضع العصي في ليس فقط في الدولاب الأمامي للعجلة بل وفي الدولاب الخلقي . صارحوا الناس قولوا لهم إن سورية الآن لاتصدر بترول ولاقمح ولاقطن ولا فوسفات وانها محاصرة ولن تستطيع تأمين الدولار وماتفعله الحكومة من تصريف مائة دولار من هنا وهناك وتصدير بضعة أطنان من الفواكه والخضراوات والأغنام لن يحل أي مشكلة . الحل بسيط ويكمن في كنس كل القوانين التي تحد من التصدير والاستيراد لأنها وجدت في وقت من الأوقات لحماية الصناعة الوطنية . ألان لاتوجد صناعة وطنية وإن وجدت فهي غير قادرة على المنافسة مع مثيلاتها . هل يعقل أن يصل كيلو السكر إلى 13000 أو أكثر وسعره لايتجاوز 2500 ليرة في الدول المجاورة . نحن الآن نحاصر أنفسنا بأنفسنا بسبب العقول المتحجرة التي تدير الاقتصاد . افتحوا الأسواق دعوا من يريد أن يصدر البطاطا فليصدرها ودعوا من يريد أن يستورد البطاطا أن يستوردها ولاتتدخل الدولة بشىء بل تنال نصيبها لقاء رسم محدد وليكن 20 أو 25 بالمائة ودون أن تتحمل تغطية أي عملية من القطع الأجنبي التي تحصل عليه . الدولة الآن في وضعها الراهن مقبلة على هوة عميق من التضخم الذي لن يكون له نهاية مهما زيدت الرواتب ومهما وضع من قيود إضافية . الحل فتح السوق ز افهموا ، افهموا وعوا . |
|
|
|
شارك بالتعليق : |
|