كتب الاعلامي أسعد عبود
لسيرياستيبس :
منذ دخلت سورية معمعة الخراب على كل الجبهات و ضمنه خراب الواقع الاجتماعي ،
توقعنا أن يشكل الاقتصاد ، القاطرة الأقوى لوصل ما ينقطع أو يكاد بين
السوريين .. ذلك أن الاقتصاد يتضمن المصالح المادية للبشر .. و بالمصلحة
.. يمكن تجاوز ما تخلفه الحياة من خلافات عميقة غالباً. فتنشأ علاقات جديدة
و شراكات و صداقات ..
قلنا : هكذا .. أو توقعنا هذا ..
والذي حصل هو أن الاقتصاد في سورية بعد
الحرب هو الذي يحتاج أكثر من قاطرة لتقطره. و تحت تأثير الخراب و الدمار و
الحصار الخارجي و الداخلي .. تحت تأثير الفساد الذي استشرى إلى مستويات
فريدة .. كان المأزق الأكبر في تخيلات مستقبل سورية .
و هكذا حتى اليوم فشلت النبوءة .. الاقتصاد مرتبك تماماً و يتدرج في طرق
المتاهة .. و خطورة واقعه تشكل خطورة كبيرة على حياة الناس مما دفع
المهتمين و المتابعين إلى التوجه المبدئي لمعالجة الحالة الاقتصادية من
خلال معالجة الواقع الحياتي للناس و هذا طبيعي جداً .. فتناول الحديث و
النقد و الشكاوى واقع التموين و مستوى كفاءة الأسواق و الأسعار .. ربما ..
أقول .. ربما ألزم ذلك الدولة أن تتوجه في أول حراك مباشر لتغيير ما يستجيب
للواقع القائم .. إلى تغيير وزير التجارة الداخلية .. الذي أساءت علاجاته و
تصريحاته كثيراً للواقع الحياتي ..
ضرورة تغيير وزير التجارة الداخلية كانت حقيقة ملحة .. لكن .. لم يكن لهذا
التغيير المحدود أن يشكل قارب نجاة للواقع الحياتي و مستوى الأسعار و
الأسواق. و بصراحة من غير السهل أن تجد حتي اليوم أي بوادر تحسن على هذا
المستوى ..
لا بل على العكس استمرت الأسعار في الارتفاع و تاهت قرائح الناس إلى أين
توجه شتائمها ، و هي ما زالت على مسافة أيام معدودات من التغيير . فلا
وزير التجارة الجديد استطاع بعد أن يحدد خريطة للتحرك . ولا كذلك وزير
الصناعة ..
و هكذا .. ليس من الواضح بعد ، إن كان التغيير الي أصاب الحكومة قادراً
على وضع العجلات على السكة ... وفي كل الأحوال .. من المبكر تقييم النتائج
إلا من خلال قراءة المكتوب من عنوانه .
العنوان ينحو اليوم باتجاه السياسة .. أو العامل السياسي في الأزمة .. فهل
ينضح واقعنا السياسي بإمكانات أفضل للتغيير باتجاه القبض على القاطرة و
التوجه بها نحو الاصلاح .. ؟
بصراحة : نعم ..
إذ لا يمكن نكران تطورات مهمة تحصل ولا سيما على صعيد العلاقات الخارجية
حيث تظهر بوادر انفتاح فعلي .. هذا الانفتاح يجعل الاقتصاد يأتي ثانياً .. و
بمحصلة تحسن الواقع السياسي من حيث ما ترسمه العلاقات الدولية و الثنائية
.. و هو ضروري بالتأكيد للتحسن الاقتصادي ولا بد منه ..
و هكذا تخسر توقعاتنا و يبدو أن السياسة هي التي بالمحصلة ستقطر الواقع كله
.. سياسي و اقتصادي و اجتماعي بالتأكيد ..
أين يضعنا ذلك كله .. ؟؟
يضعنا .. بانتظار غودو .. و ننتظر ..
|