كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس : بحدود ما تلقيناه عن الحالة العامة خلال الأيام القليلة الماضية منذ وقوع
الزلزال حتى اليوم .. سيكون في التسرع للتقدير و الحكم و من ثم ... الاتهام
.. احتمال كبير جداً للخطأ و بالتالي – ربما – الاساءة .. في موعد دقيق و
تاريخي ..
البلد و بالتأكيد مهددة بالانهيار .. بمعنى أن الظروف المحيطة بنا اليوم لا
تحمي بلداً من الانهيار .. انما يمكن أن تحميها الارادة و حسن الادارة و
التصرف ..
لنتوقف قليلاً عن اكتشاف المكتشف .. و تعريف المعروف .. و ما يتبع هذا و
ذاك من استسهال الشرح و ضمناً الاتهام ..
إن لم يكن لدينا ما نفعله و نقدمه
فالصمت أبلغ منطق نواجه به الحقيقة مهما كانت مأساوية و قاتلة ..
يضعنا الزلزال اليوم على مفترق طرق تاريخي بالتأكيد ، الاختيار فيه غير سهل
.. أنما الممكن أن لا نختار كما جرت عاداتنا في الاختيار . لنلامس الحقائق
اليوم كحقائق و نفعل ما في قدرتنا كمعنيين أولاً في مواجهة كل ما يجري رغم
ثقله و صعوبات التصرف تجاهه .
هل ننتظر المساعدات والعون من أحد ... نعم .. أكثر من أن ننتظر .. يجب أن
نسعى لذلك .. مع الصديق و الخصم وبكل ما لا يلامس الكرامة الوطنية ..
مسلحين بمعرفتنا بحقائق الأمور .. التي ترشدنا إلى احتمالات خصوصية موقف
قوى العالم الاقتصادية منا .. و ستكون الجارة المنكوبة تركيا محل قياس
يجعلنا نغرق بتساؤلات و اتهامات لا محل لها من الاعراب .. فكل سوري لا يعلم
أن دول العالم ، الغنية خصوصاً ، لن تقدم لنا ما ستقدمه لتركيا سيكون
متجاهلاً للحقيقة الواضحة ..
بالأمس قدم البنك الدولي مليار و 780 مليون دولار لتركيا .. و تتابعت شحنات
الاعانات و الأموال المهداة .. في الوقت الذي صرخ فيه مسؤول منظمة الصحة
العالمية : أن العالم نسي سورية . !!!
كل الشكر لمنظمة الصحة العالمية .. لكن هل يعتقد عاقل أن البنك الدولي
سيقدم لسورية هكذا مبالغ .. !! هذا غير وارد .. لكن .. لسورية أصدقاء و
حلفاء و أشقاء .. لكن قبل ذلك كله يجب أن يكون لسورية " سورية " .. فإن
فعلت بحدود الامكانات و ما يرد .. سيكون في قدرتنا الصمود .. و الذي لا يرد
.... علينا أن نسأل عنه و بجرأة .. لنا حق بالمساعدة من جميع الدول و
بسخاء موضوعي .. فإن لم يحصل سيكون من حقنا أن نسأل عنه .. دون وهم أن
خزائن الغرب و الدول الغنية و الشقيقة و الصديق ستفتح لنا .. أبداً هذا لن
يحصل .. لكن في اطار حركتنا و رسم مخططات اعادة البناء بسرعة و بضمان مصالح
الذين نحتاج مساعدتهم .. سيكون الدعم أكبر و المساعدات .. أهم ..
الغاية أننا في واقع يجب أن نغير فيه كل الأسلوب الذي انتهجناه مع الدول
الأخرى سابقاً .. و أن نغير السلوب الذي انتهجناه مع بلدنا.. أولاً ..
الوضع صعب جداً .. و كما أسلفت يجب أن نخفف من نبض النق .. لكن .. أرى أنه
لا بد للحكومة ، إن استمرت هذه الحكومة – اتمناها أن لا تستمر- أن تقوم
بجردة على كل القرارات التي اتخذتها في السنتين الأخيرتين التي استهدفت
الجباية .. فأفقرت الناس و منعت الحركة و شلت مبادرات العمل و الابتكار ..
هذا ضروري و سيشعر العالم أن ثمة متغير في الحياة الاقتصادية السورية جدير
بالاهتمام .. و ستكون فرصة .. و لعلها أفضل ما نواجه به واقع هو بحد ذاته
زلزال قبل أن تزلزل الأرض به
|