
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس تنشر مؤسسات و مراكز البحث و الدراسات و نشر المعلومات بشكل يومي أو بتواتر أكبر .. ساعي مثلاً .. التقديرات الأولية للآثار الاقتصادية المحتملة للحرب الروسية الاوكرانية .. و طبعاً هي آثار كارثية ستدفع ثمنها دول العالم .. و قد تتعاكس هذه الآثار الكارثية مع مقدرة دول العالم و امكاناتها .. أي قد يعمل قانون اقتصاد الحرب على مبدأ القاعدة الثلاثية العكسية ..!! و غالباً ما يحصل كذلك و هذا ما عرفه تاريخ العالم مراراً . و تحذر المؤسسات الدولية التي تهتم بالأمن الغذائي للبشر من أن .. مسيرة هذه الحرب فيما إذا تفشت و تجاوزت ظروفاً محددة .. فقد تصل بالعالم إلى المجاعة .. طبعاً هي مجاعة العالم الفقير .. و بالمقابل هي الفرصة التي ترصدها مؤسسات الاقتصاد الرأسمالي لتجني منها أكثر مما جنته من الحرب مع فايروس كورونا .. و بالتالي ككل الحروب هي فرصة الأثرياء ليزدادوا ثراء و مواجهة الفقراء مع فقرهم التي قد توصلهم إلى الجوع الكامل .. قد لا تصل الحرب الروسية الأوكرانية بالعالم و البشرية إلى هذا الدمار .. رغم أنها تأتي بعد صراع للعالم مع فيروس كورونا المستمر لبضع سنوات و قد حصد ارواح الملايين .. لكن من الضروري قراءة الحقائق كما هي و تقدير حساباتها بشكل سليم .. المرعب فعلاً أن يكون جزء كبير من هذه الدراسات و البحوث و نشرها و التضخيم بها يوضع لحسابات أخرى تحت العنوان التالي : إنها الحرب .. فاخرج كل ما لديك .. و اخلع قميصك .. ولإثبات القول تبدأ القوى الرأسمالية و المسيطرة ، بإرسال المعلومات و فبها كثير العبر الموجهة .. للوصول غلى الهدف .. الأخبار تقول أن أسعار المواد الغذائية تشهد ارتفاعاً مرعباً مقترناً باحتمالات فقدانها من الأسواق .. أو تراجع مقاديرها و كمياتها لتعجز عن تأمين حاجة الاسواق .. الواقع محفوف بالمخاطر فعلاً و هذا لا يحتاج اثبات .. لأنها الحرب و في كل حرب ثمة أثرياء و ثمة من يهدد الجوع حياتهم .. اهتمام المؤسسات الاقتصادية العالمية و بينها حتماً ، مؤسسات انتاج و تجارة الغذاء .. هو بالدرجة الأولى لضرب ضربتها و توسيع أرباحها .. و تبدو الأخبار المنقولة عن الاحتمالات من مراكز البحث و الدراسات أنها تسير في خدمة هذا الهدف .. مدعوماً بتسعير البحث عن الغذاء و الاحتكار في أسواقه. نحن لا نميل إلى توقع الاطالة في مدة الحرب و بالتالي نرجح و نتمنى أن تنحصر آثارها المؤلمة قدر الامكان .. في عالم هو بالأصل يشكو .. يشكو الحروب .. و يشكو الوباء و يشكو الفقر و يشكو الاحتكار و الظلم .. نحن من هذا العالم ومن صفحاته السوداء المرتبكة .. منذ سنين و سنين و نحن نعاني نتائج الحروب و الاحتكار و نشكو القلة و الغلاء .. وندار بالفساد غالباً ..!! ماذا ننتظر .. و ما الذي ينتظرنا .. ؟؟!!
As.abboud@gmail.co
|