النموذج السوري الغائب

لكن الحرب و الحصار لم تمنع الفيتناميين من احداث تطور لافت بجد .. ونمو مشهود له .. فرغم كورونا حقق الاقتصاد الفيتنامي هذا العام نموا اقتصاديا بنسبة 5،٦٤ بالمئة ..و وصلت الاستثمارات الأجنبية .. نحو 16 مليار دولار منها نحو ٩،٤٢ مليار دولار استثمارات اجنبية مباشرة . وبذلك يجوز لفيتنام أن تتبوأ موقعها بين نمور آسيا بكل جدارة .
ليست التجربة الفيتنامية الوحيدة في العالم التي لم تركع للحصار ولم تتحجج كثيرا بالحرب .. انما اخترتها نموذجا قد يكون الأقرب في حالته لحالتنا .. مع فرق واضح كبير .. هو أننا جعلنا من الحرب و الحصار ا شماعة نعلق عليها فشل إداراتنا .. و سوء قراراتنا .. و غروب إرادة السوريين .. لأن احدا لم يسمح لها بحرية التعبير عن مقدرتها و جدارتها .. و في تاريخ هذه الإرادة انه كان لها فعل كبير في ظروف وطنية صعبة .. و حققت اللافت عالميا .. تلك كانت فترة الأربعينات و الخمسينات من القرن الماضي .. و انتهت بالتدخل الفوقي المتعجرف الذي أحبط التجربة واساء للإرادة السورية .. فإنزوت هذه الارادة الى حد بعيد و ما زالت حتى اليوم ..
البحث عن الارادة السورية و إفساح المجال لمقدرتها في التعبير عن نفسها وتقديم نموذجنا مرهون بإعطائها الثقة والحرية و السهولة .. و ألا ستبقى محجوبة خلف غبار المعارك الوهمية التي تستهدف خصما واحدا هو الشعب السوري ..
تقديري إن صحت النيات .. وصحت العزائم .. فإن التجربة الفيتنامية جديرة بأن يقتفى أثرها ..
لكن لا النيات سليمة ولا العزيمة متوفرة مع حكومة كهذه وإدارة متخلفة .. !!
بالمناسبة .. لنا محاولة في اقتفاء أثر التجربة الماليزية .. و كان الفشل حليفنا !! .. بسبب شلل الارادة . و الشعارات تطرح بديلا عن العمل .. و التنظير كثيرا يتجاهل الحقائق ..
ليس العجز قدر الارادة السورية .. بل هو الحصار الداخلي أكثر منه الخارجي .