كتب الإعلامي أسعد عبود في كل جانب من جوانب حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية نحتاج بداية جديدة ، بعد الذي تحطم بين ايدينا من بنى اعتراها الكثير من الاوهام .. و خلل التخطيط و التنفيذ .. بتقديري أن المعلوماتية كانت الضحية الأهم لتلك الاوهام و سوء المخططات .. و لأننا نقترب من حالة الجهل المحتمل أو الأكيد و الكبير في مسألة المعلوماتية ، بما هي انتاج للمعلومة و التسويق لها و إتاحتها أمام الجميع .. أرى أن المعلوماتية هي الاكثر ضرورة من أجل البداية في كل مجالات .. نحن أدركنا هذه الحقيقة منذ زمن .. رغم العداء الدائم بيننا و بين كل ما هو جديد .. و لا سيما العلوم و التكنلوجيا .. و سعينا لامتلاك عالم المعلوماتية و التحكم بها كعنصر أساس و هام في عملية التخطيط و البناء .. لكن .. خلطنا منذ البداية بين المعلوماتية و وسائطها .. !! يعني تخيلنا أن امتلاكنا لتكنلوجيا المعلومات من حواسيب و نظم و برامج .. هو كامل ما نحتاجه .. لكن رغم أهمية ذلك كله لم يكن ليعفنا من العنصر الأساسي الأول و هو انتاج المعلومة .. و هو ما غالباً فشلنا به .. !! نحن نستعين بغيرنا لنعرف المعلومات عننا .. عن إنتاجنا و ناتجنا .. عن دخلنا .. عن أموالنا ..عن مصادرنا .. عن نفطنا .. عن غازنا .. عن .. و عن .. حتى عن ثقافتنا و التي نحن مصدرها المفترض .. و الحقيقة أن.. امتلا كنا لتكنلوجيا خزن و توزيع المعلومات .. أعاق امكانية أن نتحول لإنتاج المعلومة التي نحتاجها .. هذا يفتح الباب واسعاً للحديث عن الاعلام أيضاً بما هو نشاط اجتماعي يسوق المعلومة وفق اسسه الضامنة لسهولة الوصول و الحصول .. و إن كنا نستورد الكثير الكثير من ضرورات حياتنا و أعمالنا .. فإن أخطر ما نضطر لاستيراده .. هو الاعلام و المعلومة .. و حاجتنا ملحة كثيراً لكليهما و للوضاح و المصداقية و الشفافية في كليهما .. و إسقاط بند السرية منهما .. عندما بدأت الأحداث التي تحولت إلى حرب كارثية علينا .. كان ممكن لتوفير المعلومات الدقيقة و الاعلام الصادق الشفاف .. أن يؤمن ظروفاً تستطيع على الأقل أن تمنع التهتك الذي شهدته القرارات و بشكل خاص منها الاقتصادية .. من مثل قيام مصرف سورية المركزي ببيع الدولارات المتوفرة لمن يشتريها و يحتكرها و يهربها .. بل لكان للشفافية المعلوماتية أن تمنع تعيين جاهل في موقع حاكم مصرف سورية المركزي ..يتخذ هكذا قرارات .. ليس بودي أن أطيل الحديث عما جرى ... إنما هذا مقدمة فقط للمساهمة في تخيل ما يمكن ان يكون .. As.abboud@gmail.com
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}