سيرياستيبس:
بات إنتاج الخضراوات
الخالية من الملوثات الكيميائية خياراً للعديد من المزارعين في مدينة اللاذقية إضافة
إلى بعض المزارع التابعة لمديرية زراعة اللاذقية.
وأكدت رئيسة دائرة
مكتب الإنتاج العضوي في مديرية زراعة اللاذقية الدكتورة غيداء بركات أن الزراعة العضوية
لم تعد حكراً فقط على الدول الأوروبية وبعض الدول النامية فقط، إذ إن هذه التجربة انتقلت
إلى سورية، لتشكل نقلة نوعية في تاريخ الزراعة السورية. حيث تقام في قرى مدينة «جبلة»
و«القرداحة» مدارس حقلية لهذا الغرض، نظراً للمقومات الطبيعية لتلك القرى التي تشكل
العامل الأساس في نجاح تجربة الزراعة العضوية الخالية من الأسمدة.
ولفتت بركات إلى
أن التحول إلى الإنتاج العضوي هو توجه عالمي ذو أهداف بيئية واقتصادية وصحية واجتماعية،
وهذا النوع من الإنتاج هو نظام متكامل يرافق العملية الزراعية من اللحظة الأولى (تحضير
مستلزمات الإنتاج) وحتى الوصول إلى المنتج النهائي ومن ثم المستهلك (جني وتخزين وتغليف
وتسويق) حيث إن الإنتاج العضوي يخضع في كل مرحلة من هذه المراحل للعديد من الشروط التي
تضمن سلامة الإنتاج وخلوه من الأثر المتبقي للمواد الكيماوية المصنعة من أسمدة ومبيدات
وذلك بغية الوصول في النهاية إلى منتج عالي الجودة وآمن صحياً وذي جودة غذائية عالية.
أما خطوات التحول
إلى هذا النوع من الإنتاج فقالت د. بركات إنها تنطلق من مجموعة من الشروط التي تتضمن
رغبة المزارع أو صاحب المنشأة بالتحول إليها ووجود الفنيين القادرين على متابعة عملية
التحول، ووجود البدائل التي يمكن استخدامها في نظام الإنتاج العضوي بدلاً من المواد
ومدخلات الإنتاج الكيماوية المصنفة من مبيدات وأسمدة، إضافة لوجود رقابة دولية مخولة
وقادرة على منح شهادة المنتج العضوي إذا حقق الإنتاج شروط الإنتاج العضوي باعتبار أن
الملصق الذي تعطيه هذه الجهة الرقابية يعطي إمكانية تداول المنتج في الأسواق العالمية
وخاصة أن السوق العضوي هو سوق واعد وآخذ في النمو عالمياً.
نحو الأصناف المحلية
وأوضحت د.بركات في
الجانب المتعلق بسورية أن هناك توجهاً وطنياً نحو الأصناف المحلية التي تكون متلائمة
مع الظروف البيئية في المنطقة وذات مقاومة عالية للتقلبات المناخية والآفات وتسهل عملية
التحول وتخفف من تكاليفه وأعطت مثالاً على ذلك محصول الزيتون في محافظة اللاذقية الذي
يعد في المرتبة الأولى من حيث المساحة المزروعة، والثانية من حيث الإنتاج بعد محصول
الحمضيات الذي يبدو مرشحاً بقوة للتحول إلى نظام الإنتاج العضوي وذلك نظراً لجملة من
الخصائص والميزات التي يتمتع بها والتي تضمن كونه من الأنواع المحلية على اعتبار أن
الإنسان السوري هو أول من استزرع الزيتون البري في العالم وهناك تعدد وتنوع في أصنافه
وهو ما يعطي إمكانية لزراعة الأصناف المتناسبة منه مع البيئات المتنوعة في سورية، حيث
من المعروف أن الزيتون يتيح السيطرة على معظم آفاته باستعمال الإدارة المتكاملة للآفات،
وهو ما يستبعد استخدام المبيدات الكيماوية، ناهيك بأن شجرة الزيتون ذات متطلبات غذائية
تمكن من استخدام بدائل التسميد الكيماوي باستخدام المخصبات الحيوية والأسمدة العضوية
الحيوانية والأسمدة الخضراء (الكومبوست) أي استخدام بقايا التقليم كسماد، وهو نوع من
المواد التي يمكن تصنيعها محلياً على مستوى المزرعة ومن قبل المزارع باستخدام مخلفات
معاصر الزيتون (العرجوم) أو بقايا التقليم وقد نفذت الزراعة في اللاذقية العديد من
البيانات العملية حول طريقة تحويل تلك المخلفات إلى سماد عالي القيمة ويحقق نتائج إيجابية
بيئية كبيرة (التخلص من المخلفات والحصول على سماد غير كيميائي،إضافة للنتائج الاقتصادية
المتمثلة بالحصول على سماد أقل تكلفة مع توفير بشراء الأسمدة والنتائج البيئية المتمثلة
بالاستغناء عن استخدام الأسمدة الكيميائية.
دور دائرة الإنتاج
العضوي
أما عن دور دائرة
الإنتاج العضوي في مديرية زراعة اللاذقية في مجال التحول إلى الإنتاج العضوي فقالت
رئيسة الدائرة إنه يتمثل في نشر ثقافة التحول إلى الإنتاج العضوي وذلك من خلال محورين
يتضمن أولهما: التوجه نحو المهندسين الزراعيين والفنيين في كل القطاعات العاملة في
المحافظة (بحوث- إنتاج- امرأة ريفية..) من خلال إقامة الدورات التدريبية التخصصية عن
مبادئ الإنتاج العضوي وإمكانية التحول إلى نظام الإنتاج العضوي بشقيه الحيواني والنباتي،
أما ثاني هذه المحاور فيتمثل بالتوجه إلى المزارعين وذلك من خلال أسلوبين إرشاديين
أولهما المدارس الحقلية وثانيهما الحقول الإرشادية حيث يمكن من خلال الأسلوب الأول
(المدارس الحقلية) أخذ أحد المزارعين المتطوعين لتحويل حقله إلى الإنتاج العضوي وزيارة
حقله بشكل دوري تبعاً لنوع المحصول وذلك بحضور (12- 15) مزارعاً يزرعون المحصول نفسه
الذي تزرعه المدرسة (النباتات الطبية- قطن- شوندر..) على مدى موسم كامل حيث يتم وخلال
هذه الفترة متابعة المحصول من الألف إلى الياء (زراعة- تقليم- تسميد وإدارة متكاملة
وكل ما يتطلبه التحول إلى الإنتاج العضوي) وقد أعطت المدارس التي نفذت -بحسب الدكتورة
بركات- نتائج مبشرة للتحول إلى الإنتاج العضوي في الجانب المتعلق بمحصول الزيتون.
أما في الشق الثاني
المتعلق بالحقل الإرشادي فقالت رئيسة الدائرة بأنه يتم من خلال اختيار حقل أنموذجي
لتنفيذ بعض البيانات العملية المتعلقة بالتحول إلى نظام الإنتاج العضوي وكيفية صناعة
الكومبوست واستخدام شاي الكومبوست وتوزيع المصائد وفقاً لنظام الإدارة المتكاملة للآفات.
تشرين
|