كتب زياد غصن - خاص
لسيرياستيبس
:
أعتقد أنه حان الوقت
لإعادة النظر بكل هذه اللجان الوزارية المشكلة...
وربما المرحلة الحالية
هي الأنسب لدراسة إعادة هيكلة اللجان ودورها ومهامها...
أكثر ما يؤخذ على
عمل اللجان الوزارية أنها باتت تناقش تفاصيل العمل اليومي للمؤسسات العامة أكثر مما
ينبغي... هذا في وقت كان يفترض أن تمنح المؤسسات والجهات العامة مزيداً من الصلاحيات
والمسؤوليات، إذ يكفيها تدخل الوزارات وعرقلتها لعملها...
والمثير للسخرية
أنه في النهاية يتم تحميل المسؤولية كاملة للمؤسسات والجهات العامة... إذاً لماذا التدخل
من أساسه؟.
إذا كان لابد من
تدخل اللجان الوزارية، فليكن ذلك ضمن احتمالين:
الاحتمال الأول أن
يستمر عملها وفق السائد حاليا، لكن مع مشاركة هذه اللجان للجهات والمؤسسات العامة في
تحمل المسؤولية الكاملة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالموضوعات المعروضة...
هذا مع العلم أن
المناقشات التي تجري داخل معظم اللجان الوزارية غالبا ما تكون غير مكتملة أو مبنية
على كتب ومذكرات تقدمها الوزارات المعنية... وهي كتب غالباً ما ينقصها الموضوعية والدقة...
ويمكن في هذا السياق
مسك عمل لجنة وزارية ما خلال عام، والاطلاع على ما بحثته من موضوعات وملفات، وتقييم
المخرجات الفعلية وما نفذ منها عملياً...
الاحتمال الثاني
أن يعاد حصر تدخل هذه اللجان بالموضوعات والمشروعات الاستراتيجية، التي تضمن انسجاما
وتناغما في عمل كل المؤسسات لخدمة خطة الدولة العامة...
وفي حال تم اختيار
الاحتمال الثاني، فإن إعادة هيكلة اللجان الوزارية يجب أن تتضمن دون أدنى شك مراجعة
رئاسة اللجان وتشكيلها، ومهامها وصلاحياتها... مع ضرورة وضع آلية واضحة للرصد والتقييم،
إذ يجب ألا تبقى هذه اللجان بعيدة عن عين التقييم والمراجعة..
هناك من يختلف مع
الكلام السابق، ويرى أن اللجان الوزارية المشكلة هي بمنزلة مجالس خبرة ليس أكثر، تبدي
رأيها ومشورتها بشكل علمي ليكون القرار في النهاية لرئيس مجلس الوزراء...
وتعقيبا على هذا
الرأي نقول... إن وجود بعض الوزراء من أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة ليس كافيا لتحويل
هذه اللجان إلى مجالس خبرة، إذ أن هؤلاء لديهم عملهم اليومي المثقل بالملفات الخاصة
بوزاراتهم، وتاليا فهم غير قادرين على حمل عشر بطيخات في آن معاً...
ثم ما الذي يبرر
تدخل وزير في قطاع آخر بعيد عن اختصاصه، وربما لا يعرف عنه سوى ما ينشر في وسائل الإعلام...
وأكثر من ذلك قد يكون نظيره الوزير المعني بذلك القطاع لا يعرف عن الموضوع المطروح
كما ينبغي!
وأعتقد أن العديد
من الوزراء يطمحون إلى إعادة النظر بدور ومهام اللجان الوزارية...فليكن ذلك وليتحملوا
المسؤولية كاملة في إدارة وزاراتهم، التي بلا أدنى شك سيكون عملها تحت مجهر التقييم
والمتابعة... فالمواطن يملك من المعرفة ما يجعله قادراً على التمييز بين الاستعراض
الإعلامي والعمل الحقيقي الجاد.
|