سيرياستيبس :
تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من التذبذب الواضح، إذ تراجع الدولار الأميركي وسط ضغوط متزايدة من بيانات سوق العمل الضعيفة وتوترات سوق السندات، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ومع استمرار المخاوف حيال متانة الاقتصادات الكبرى، من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا، يزداد التركيز على المؤشرات الاقتصادية والقرارات النقدية التي ستحدد مسار العملات والسلع والعوائد في الفترة المقبلة.
تراجع أسعار النفط تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، لتواصل انخفاضها من الجلسة السابقة التي هبطت فيها بأكثر من 2%، بينما يترقب المستثمرون اجتماع تحالف "أوبك+" مطلع الأسبوع المقبل، حيث يُتوقع أن يدرس المنتجون زيادة جديدة في أهداف الإنتاج. بحلول الساعة 01:14 بتوقيت غرينتش، انخفض خام برنت 27 سنتًا أو 0.40% إلى 67.33 دولارا للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 28 سنتًا أو 0.44% إلى 63.69 دولارا للبرميل. وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز" إن 8 أعضاء في منظمة "أوبك" وحلفائها ضمن تحالف "أوبك+" سيدرسون زيادة إضافية في الإنتاج لشهر أكتوبر/تشرين الأول خلال اجتماع الأحد المقبل، في إطار مساعي المجموعة لاستعادة حصتها في السوق.
وفي السياق، أكد فيل فلين، المحلل البارز لدى مجموعة "برايس فيوتشرز"، أن احتمالية زيادة الإنتاج ارتفعت قبيل الاجتماع، بعد أن توقع المتعاملون سابقًا عدم حدوث تغيير في سياسة الإنتاج. وكان "أوبك+" قد وافق بالفعل على رفع الإنتاج المستهدف بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا بين إبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول، إضافة إلى زيادة حصة الإمارات 300 ألف برميل يوميًا.
وينتظر المتعاملون الآن البيانات الحكومية الخاصة بمخزونات الخام الأميركية، التي تصدر الخميس بتأخير يوم واحد بسبب عطلة في الولايات المتحدة. وأفادت مصادر في السوق، أمس الأربعاء، استنادًا إلى أرقام معهد البترول الأميركي، بأن مخزونات الخام ارتفعت 622 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس/آب الماضي، وهو ما خالف تقديرات محللين توقعوا تراجعها بمليوني برميل في المتوسط.
استقرار الذهب عند أعلى مستوياته استقر الذهب، اليوم الخميس، ليحوم حول أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله في الجلسة السابقة، مدعومًا بحالة عدم اليقين العالمي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، بينما يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأميركية المرتقبة هذا الأسبوع. وبحلول الساعة 00:59 بتوقيت غرينتش، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3561.97 دولارا للأوقية، بعد أن بلغ مستوى قياسيًا عند 3578.50 دولارا أمس الأربعاء. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول 0.4% إلى 3619.40 دولارا، قبل أن ينخفض لاحقًا في المعاملات الفورية 1% إلى 3510.29 دولارات للأوقية.
وأظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية، أمس الأربعاء، أن الوظائف الشاغرة انخفضت أكثر من المتوقع إلى 7.181 ملايين وظيفة في يوليو/تموز. وأكد عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن ضعف سوق العمل يعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة قريبًا. وقال عضو مجلس المحافظين كريستوفر والر إن على البنك المركزي أن يخفض الفائدة في اجتماعه المقبل.
وبحسب أداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي.إم.إي"، يرى المتعاملون احتمالًا بنسبة 97% لخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس هذا الشهر، ارتفاعًا من 92% قبل صدور البيانات. ويتجه التركيز الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها غدًا الجمعة، وسط توقعات بنموها 78 ألف وظيفة في أغسطس/آب، مقارنة بـ73 ألفًا في يوليو/تموز. أما المعادن النفيسة الأخرى، فاستقرت الفضة عند 41.19 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.2% إلى 1423.63 دولارا، بينما انخفض البلاديوم 0.6% إلى 1140.50 دولارا.
تراجع الدولار وسط توتر سوق السندات تراجع الدولار، اليوم الخميس، متأثرًا بضعف بيانات سوق العمل الأميركية وتوتر سوق السندات، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر/أيلول الجاري. وتمسك اليورو بمكاسبه التي حققها خلال تداولات الليل مسجلاً 1.1658 دولار، فيما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3442 دولار. وسجل الين الياباني 148.12 مقابل الدولار بعد مكاسب طفيفة في الجلسة السابقة. ومع تركيز مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سوق العمل، سيحدد تقرير الوظائف الرئيسي المقرر صدوره غدًا الجمعة مسار توقعات أسعار الفائدة في الأمد القريب، بعد أن أظهرت بيانات، أمس الأربعاء، انخفاض فرص العمل الشاغرة إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر خلال يوليو/تموز، رغم أن تسريح العاملين ظل محدودًا نسبيًا.
وقد أثرت بيانات فرص العمل الضعيفة على الدولار، بينما استقر مؤشره، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، عند 98.178 نقطة بعد تراجعه 0.17% في اليوم السابق. كما تراجع الدولار أمام اليوان الصيني بمقدار 56 بيب ليسجل 7.1052 يوان لكل دولار مقابل 7.1108 يوان أمس. وبحسب وكالة "شينخوا"، تسمح القواعد الصينية لليوان بالتحرك صعودًا أو هبوطًا بنسبة 2% عن السعر الاسترشادي للبنك المركزي في كل يوم تداول.
وفي السياق نفسه، قال عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، أمس الأربعاء، إن مخاوف سوق العمل ما تزال تدعم توقعاتهم بقرب خفض أسعار الفائدة. ورجّح جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين لدى "آي.إن.جي"، أن يشهد العام سلسلة من التخفيضات، قائلاً: "نتوقع أن يخفضوا أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعات سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول".
وانصب اهتمام الأسواق هذا الأسبوع على سوق السندات، حيث ارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل عالميًا وسط مخاوف المستثمرين بشأن متانة الاقتصادات الكبرى من اليابان إلى بريطانيا والولايات المتحدة. غير أن تعليقات صانعي السياسات المائلة للتيسير النقدي، إلى جانب بيانات سوق العمل الضعيفة، عززت سندات الخزانة الأميركية ودَفعت العوائد إلى التراجع. وفي أسواق العملات الأخرى، استقر الدولار الأسترالي عند 0.6545 دولار أميركي، فيما سجل الدولار النيوزيلندي 0.5881 دولار. أما في سوق السندات، فقد بلغت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عامًا 4.891%، بعد أن لامست أمس مستوى 5%، وهو الأعلى منذ نحو شهر ونصف الشهر .
العربي الجديد
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق