كتب أسعد عبود
- سيرياستيبس :
لماذا يكثر بين ابناء الشعب السوري ، المنظرون الاقتصاديون ..؟!
صحيح أنهم ينظرون بقلة معرفة – ربما – لكنهم يقولون و بجرأة .. و أحياناً كثيرة تصح معهم إلى حدود تجرّؤهم على جولة أخرى ..
أنا واثق أن في سورية .. و بين السوريين ما يزيد على عشرة ملايين منظر اقتصادي ..!! كله يعرف كل شيء ولا أحد يعرف شيء .. حتى التنظير الذي يصيب يطرحه مبتدعه اليوم و ينساه غداً و يأتي بغيره حتى لو تناقض معه ..
لماذا .. ؟!
أولاً لماذا هذه الجرأة في كثرة التنظير ..
هذا ليس بسبب انتشار المعرفة .. و شدة تحكمها بعقولنا .. بل هو على الأغلب بسبب قلة المعرفة و الجهل الناجم غالباً عن التجهيل المقصود .. ليس هناك من يهدف لتعريفنا و معرفتنا ، حتى في الاعلام .. و إذا شئت الحقيقة : خصوصاً في الاعلام ..!! في الاعلام و في غيره عامل التكاسل عن تعريفنا بحقائق الأمور ناجم بصورة رئيسة ، عما يمكن أن يمثله القول المعروف .. فاقد الشيء لا يعطيه وهو لا يمكن أن يعطيه .
إنه الفقر و إنها الحاجة .. و يشكل خاص هو غياب الأمل..
ثانياً – هو الأهم – هي سهولة أن ننظر .. نظّر .. ولا أحد سيلاحقك بشيء .. الكلمة تقولها و تنساها ..
لا خوف من ذلك و لا حرج منه .. !! و الكل يمارسه .. بأشكال شتى .. أسوأها الشكل الذي تمارسه الحكومة .. و قد مارسته على وجه الخصوص في العالم الذي مضى 2022 .. و كلنا أمل أن يقلع نهجها و عملها في 2023 عن هذا الأسلوب .. فتكف عن التنظير نهائياً .. و خصوصاً حول الفساد .. أوقح ما في الفاسد أن ينظر عن الطهارة .. و ثانياً و هو الأهم أن تكف عن اعطاء المواعيد لحل المشاكل أو التخفيف منها .. أو التنبؤ بالأحسن ...دون أن يكون لدى هذه الحكومة أية معطيات تخولها للتصريح بذلك .. لكن ذلك لا يعني الصمت و استمرار التجهيل ..