سلسلة
حرائق ضخمة بدأت بالاشتعال سريعاً منذ منتصف ليل الخميس _ الجمعة وحتى
اللحظة مدفوعة باشتداد سرعة الرياح الجافة في عدة قرى بريف اللاذقية ( جبلة
والقرداحة والحفة) لتواصل ألسنة اللهب الامتداد نحو البيوت في عدة مواقع،
بينما غطت موجة من السحب السوداء تشكلت من دخان تلك الحرائق سماء المحافظة
في وقت تتواصل فيه الجهود المضنية لرجال الإطفاء للسيطرة على النيران
وتقليل المساحة المحروقة وحماية الأهالي والممتلكات. لم يهدأ الأهالي في
القرى المشتعلة منذ ليل أمس ليتصل ليلهم بنهارهم في محاولة للتدخل وإطفاء
الحرائق ومساعدة رجال الإطفاء, حيث عملوا جهدهم قبل وصول آليات الإطفاء
لقطع الطريق على النيران ومنعها من التهام البيوت بعد أن أتت على بساتين
واسعة من أشجار الزيتون الذي يعمل الأهالي على جنيه باعتبار الوقت الحالي
هو الوقت التقليدي المخصص لجني ثمار الزيتون في قرى الساحل عموماً. الحرائق
المتزامنة صعبت مهمة رجال الإطفاء الذين يواصلون العمل على عشرات المحاور
في التوقيت ذاته ،في حين بدأت الحوامات التابعة للجيش المشاركة بعمليات
الإخماد ،بينما لا يمكن تقدير الأضرار حالياً أو إعطاء رقم أولي لأضرار
النيران ريثما تنتهي عمليات الإخماد ويتوقف الزحف السريع للنيران. وقال
المهندس باسم دوبا رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية لـ( تشرين
): إن الحرائق المندلعة ذات صفة زراعية وحراجية في آن معاً, مؤكداً أن حريق
غلميسة بريف جبلة بدأ إخماده, حيث لم تبقَ إلا زاوية صغيرة منه فقط يتم
التعامل معها حالياً ، بينما يتم العمل للسيطرة على حريق مسيت بريف
القرداحة ، في حين إن الوضع صعب جداً في دباش أيضاً بريف القرداحة حيث
تتعرض الغابات الحراجية لأذية كبيرة من النيران ولايزال الحريق نشطاً جداً
حتى لحظة إعداد هذه المادة صباحاً.. وأشار دوبا الى اقتراب النيران من
المنازل في عدة مواقع , مؤكداً أن عناصر الاطفاء موزعون على جبهات النار في
كل المواقع وسط استنفار تام، واصفاً الوضع بالكارثي والصعب للغاية. وتم
الانتهاء لاحقاً من إخماد الحرائق في اراضي قرى العذرية و رسيون و بيت
الشكوحي و النبعة البدروسية والدفيل وبسطوير. ولا تزال الجهود مستمرة
للسيطرة على الحرائق في مسيت وعين جندل و بنجارو ورويسة الحجل وقويقة وقمين
وخدلو والشيخ ريح اسطامو والمغيرية والبراعم وكلماخو ودبيقة.
|