سيرياستيبس-خاص:

أجبرت ظروف الحرب وما تعرضت له البلاد من أعمال إرهابية كثير من المنشآت والمؤسسات في بعض المحافظات إما إلى توقف أعمالها وأنشطتها أو الانتقال إلى مناطق أخرى أكثر أماناً، ولعل الجامعات العامة والخاصة كانت من أبرز المؤسسات التي تعرضت في محافظات معينة للضرر وبالتالي الاضطرار إلى نقل أنشطتها إلى مناطق أخرى، فالجامعات الخاصة بحثت عن مقار مؤقتة لها والجامعات الحكومية استعانت بالجامعات الحكومية الأخرى وهكذا.

وكانت محافظة الحسكة من بين المحافظات التي شهدت ولا تزال تشهد وضعاً أمنياً خاصاً مع تواجد ميلشيات قسد وسيطرتها على المباني والمدارس الحكومية، وهو ما دفع بوزارة التعليم العالي إلى إتباع أسلوب الاستضافة منذ عدة سنوات للطلاب المسجلين والمقبولين في فروع الكليات بمدينة الحسكة وذلك لحين عودة الاستقرار والأمن إلى تلك المحافظة.

إلا أن المفاجئ كان هذا العام حيث رفضت وزارة التعليم تمديد عملية الاستضافة للطلاب في جامعة دمشق طالبة منهم التوجه إلى مدينة الحسكة والدوام في جامعتها من دون أدنى اكتراث للظروف الخاصة التي تعبشها تلك المحافظة والتي تئن تحت تجاوزات وأعمال البلطجة لميلشيات قسد، فضلاً عن صعوبة عملية التنقل والانتقال من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الدولة إلى محافظة الحسكة والمحاطة بحواجز تلك الميليشيات العميلة المرتهنة للاحتلال الامريكي... فمن الذي يمكن أن يرسل ابنته أو ابنه إلى تلك المدينة في ظل هذه الظروف؟ وهذا حتى بالنسبة لأبناء المحافظة الذين اضطروا للنزوح منها منذ عدة سنوات والإقامة مؤقتا في مناطق مختلفة من البلاد... وهل يعقل أن يضيع مستقبل الطلاب نتيجة قرار غير متبصر بحقيقة الأوضاع الخاصة والاستثنائية السائدة في مدينة الحسكة؟

الملف برسم وزارة التعليم العالي لمعالجته وفق ما تفتضيه مصلحة الطلاب وتحصيلهم العلمي وسلامتهم أولاً، وعندما تعود مدينة الحسكة بكل مؤسساتها ومرافقها إلى سلطة الدولة وهذا أمر لا ريب فيه وسيحدث في القريب العاجل يمكن آنذاك للوزارة أن تتخذ القرار المناسب لتفعيل فروع الكلبات المقررة في الحسكة.

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق