دمشق-سيرياستيبس:
هل كان الفريق الحكومي
المكلف بمتابعة إجراءات مواجهة فيروس كورونا يتوقع أن تشهد الأسواق المحلية والشوارع
ازدحاماً كبيراً كذلك الذي تشهده هذه الأيام العاصمة دمشق وسائر المدن الرئيسية بعد
السماح للمهن والمحلات التجارية مزاولة أعمالها من جديد؟
أسئلة كثيرة كان
يجري تداولها تعقيباً على هذا الازدحام والمخاوف من تداعياته الصحية. وهذه الأسئلة
من قبيل: وماذا لو كان هناك شخص حامل للفيروس لاسيما وأن جميع الموجودين في الأسواق
لا يرتدون كمامات ولا يقومون بتعقيم أيديهم باستمرار؟ وهل المسؤولية انتقلت من الحكومة
إلى المواطن الذي عليه أن يتعاون ويتقيد بالإجراءات الصحية؟ وهل فعلاً هناك تفكير بمزيد
من الانفتاح خلال فترة ما قبل عيد الفطر وماذا ستكون النتائج؟
هذه الأسئلة تقود
إلى مناقشة الخيارات المتاحة أمام الحكومة للتعامل مع المرحلة الثانية من ظهور فيروس
كورونا. هل كان على الحكومة الاستمرار بتنفيذ الإجراءات الاحترازية بغض النظر عن الخسائر
الاقتصادية وزيادتها يوما بعد يوم؟ أم أن الضرورة كانت تقتضي العودة إلى الحياة الطبيعية
بشكل تدريجي مع التشدد بإجراءات الوقاية الشخصية من قبل المواطنين؟.
لاشك أن الخيار الثاني
كان هو الأكثر موضوعية في الظروف الحالية للبلاد، لكن كان يفترض على المؤسسات العامة
والخاصة والأهلية دعم هذا الخيار من خلال نشر ثقافة الوقاية الشخصية بارتداء الكمامة
والتعقيم المستمر خلال التجول في الأسواق والتنقل بين المنزل ومكان العمل والالتزام
بمبدأ التباعد الاجتماعي. والنشر لا يكون فقط إعلامياً وإنما بتوزيع الكمامات والمعمقات
وتوفيرها بأسعار مناسبة ومتاحة أمام الجميع، لأن الوضع الحالي يحمل مخاطرة كبيرة قد
لا يتوقعها البعض لاسيما وأن بعض دول الجوار تتشدد أكثر في إجراءاتها بعد زيادة إصاباتها
المسجلة يوميا أو استمرارها.
|