دمشق-سيرياستيبس:
هرج
ومرج ساد مساء أمس بين المواطنين حول إمكانية تعطيل المدارس جراء الأحوال الجوية الباردة
التي تمر بها البلاد. ولم يحسم هذا الهرج والمرج إلا مع حلول المساء حيث أصدر وزير
التربية تعميماً فوض بموجبه مديري التربية في المحافظات لاتخاذ القرار المناسب في ضوء
الأحوال الجوية على أن يتم الفاقد التعليمي لاحقاً.
ليس
الأمر بحاجة إلى هذا الإرباك والتأخير، فالحديث عن المنخفض القطبي تم منذ عدة أيام
وتم تأكيده من قبل مديرية الأرصاد الجوية وظهرت مؤشراته من خلال الأحوال الجوية التي
سادت يومي الجمعة والسبت، وبالتالي كان يفترض أن تصدر وزارة التربية تعليماتها بهذا
الخصوص ظهر يوم السبت، لاسيما وأن معظم المدارس العامة تفتقد لمادة المازوت لا بل إن
بعض هذه المدارس غير مهيئة بشكل جيد لمواجهة موجات البرد والصقيع، في حين المدارس الخاصة
لا تشغل وسائل التدفئة إلا عند زيارة مسؤولي الوزارة ومفتيشيها. ودون شك صحة الطلاب
وسلامتهم تمثل أولوية مطلقة لدى الجميع لذلك أي قرار يجب أن ينحاز لهذه الحقيقة.
والمسؤولية
تقع أولاً وأخيراً على مديريات التربية التي إما تتعامل بإهمال مع أوضاع المدارس العامة
والخاصة واحتياجاتها أو أنها تتغاضى عن المخالفات والتجاوزات بحكم ضغط المحسوبيات والعلاقات
الشخصية، الأمر الذي يتطلب تدخل وزارة التربية عبر لجان موثقة تختار عينة من المدارس
في جميع المحافظات لتقوم بزيارتها وتقييمها من جميع النواحي بدءا من الإدارة فالكادر
التدريسي ثم البناء والتجهيزات ومستلزمات العملية التعليمية. ونعتقد أن الوزارة سوف
تدهش من النتائج التي ستخلص إليها هذه اللجان.